كشف الخبير في العلاقات التركية العربية، محمد زاهد غل، أن وجهتي نظر تركيا والسعودية متطابقتان حول الملف السوري، مؤكدا أن البلدين سيتخذان إجراءات عملية في هذا الملف، في حال فشل مؤتمر جنيف الذي استأنف أعماله أمس، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن خطوات عملية مغايرة لما كان في الفترات السابقة، ربما تشمل المستوى العسكري. وقال غل في تصريح إلى "الوطن": إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى تركيا، تُشكل محطة تاريخية لا تخطئها العين، رغم أن الملك سلمان سبق أن اجتمع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية، وتمخض آخرها عن تأسيس مجلس التعاون الإستراتيجي بين البلدين. مؤشرات عملية أوضح غُل أن هذا المجلس سيتم تدشينه وتفعيله ووضع النقاط التفصيلية لانطلاقه وجدولة أعماله خلال هذه الزيارة، من خلال عمل الوزراء والتقنيين في البلدين، وقال "نحن نتحدث هنا عن مجلس وزراء مشترك ينعقد كل سنة، أو كل ستة أشهر، أو ربما كلما دعت الحاجة إلى ذلك". مضيفا أن العلاقات الاقتصادية بدأت ترتسم ملامحها، ليس فقط من خلال اتفاقيات وُقعت خلال اليومين الماضيين، ولكن من خلال تعليمات للقيادة السعودية بالتعاون مع الشركات التركية، مضيفا أن هذه مؤشرات عملية على أن التغير في العلاقات السياسية ألقى بظلاله على الجانب الاقتصادي. سياسة الحزم أضاف غل أن التوجهات السياسية في البلدين شبه متطابقة، مؤكدا أن الدولتين حريصتان على العمل الإسلامي، وهو ما يعكسه شعار مؤتمر "منظمة التعاون الإسلامي"، الذي سيبدأ في إسطنبول غدا. واستشهد بتطابق المواقف بشأن اليمن وسورية والعراق ، مبينا أن التعاون في مكافحة الإرهاب بين الدول الإسلامية ضرورة ملحة، لكونها هي التي تتعرض للخطر أكثر من غيرها، لافتا إلى ما تعرضت له أوروبا من هجمات إرهابية في الفترة الأخيرة. وأشار إلى أنه رغم جهود المنظمة في كل المجالات، إلا أنها تحتاج لتفعيل ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مؤكدا أن "عاصفة الحزم" وما بعدها شكلت استحقاقا مهما في مجال مكافحة الإرهاب سينعكس على التوافق في هذه القمة، مشددا على أن تركيا دعمت "الحزم" السعودي في اليمن، متوقعا أن يظهر ذلك بوضوح مع التئام القمة الإسلامية، وفي صياغة بيانها الختامي.