جدد الحادث المروري الأليم الذي ذهب ضحيته 16 شخصا، 14 منهم من عائلة واحدة، ووقع في سهول بللحمر أخيرا، مطالب أهالي مركز الأثب بازدواجية وإنارة الطرق الرابطة بين مراكز وقرى السهول، وإيجاد مركز للدفاع المدني ومركز للهلال الأحمر ومستشفى، مؤكدين أن طريق وادي بن هشبل - سهول بللحمر والطرق الرابطة بين مراكز السهول لا تكاد تخلو يوميا من الحوادث الخطيرة التي ذهب ضحيتها العشرات من الوفيات والإصابات، ومطلقين على الطرق اسم "الثعابين".وبينوا أن فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني تأخرت كثيرا في مباشرة الحادث، وذلك بسبب طول المسافة بين سهول بللحمر ومركز وادي بن هشبل، إضافة إلى سوء الطريق وكثرة منعطفاته وكثرة مرور الشاحنات عليه. طرق مهمة بمسار واحد استغرب المواطن سعد بن مشبب الأحمري عدم تعديل مسار الطريق الذي تعبره مئات السيارات والشاحنات، خصوصا المحملة بمواد سريعة الاشتعال كالوقود والعلف والشحن، إذ إن الطريق يربط طريق أبها - الطائف غرب منطقة عسير بطريق خميس مشيط - الرياض شرق المنطقة، ويتخلل الطريق 3 مراكز إدارية ومخافر للشرط ومدارس للبنين والبنات وإدارات حكومية، وبجواره وادي عياء الأثري ونحو 80 قرية مأهولة بالسكان، ورغم ذلك لا يزال الطريق بمسار واحد وكثير المنعطفات ولا توجد فيه إنارة، إضافة إلى عدم وجود عبارات تقي سالكيه من مخاطر السيول. وأشار إلى أهمية ازدواجية طريق وادي بن هشبل - سهول بللحمر، إضافة إلى ازدواجية الطرق الرابطة بين مراكز سهول بللحمر (الأثب، الماوين، الحيمة)، مؤكدا أن مركز الأثب الذي يتواجد فيه مخطط سكني ومركز إمارة ومخفر ومجمع مدارس للبنات ومدرسة بنين يفتقر إلى الإنارة، كما أن طريق الأثب - بهوان لم ينفذ حتى الآن. خدمات بلدية شبه غائبة أوضح المواطن محمد بن سعيد الأحمري، الخدمات البلدية في مركز الأثب تكاد تكون غائبة إلا من أعمال الصيانة والنظافة، مضيفا أن المركز والقرى التابعة له تفتقر إلى الإنارة ومشاريع درء مخاطر السيول، إذ توجد شوارع داخلية تفتقر للعبارات والمزلقانيات وغالبا ما تطمس بسبب السيول. وأكد على ضرورة إنشاء بلدية مستقلة لسهول بللحمر في مركز الأثب كونه ينتصف السهول ويعتبر الأكثر قرى وسكانا، مطالبا بتكثيف أعمال صيانة ونظافة الشوارع بعد هطول الأمطار، أو بشكل أسبوعي، ووضع عبارات في الأودية، إذ بعض القرى تكون شبه معزولة عند جريان الأودية بسبب عدم وجود مشاريع لدرء أخطار السيول. ضعف الاتصال بين المواطن سعيد بن مسفر الأحمري أحد ذوي ضحايا الحادث، أن مركز الأثب يفتقر إلى وحدة للدفاع المدني ومركزا للهلال الأحمر، مشيرا إلى أنه تم تخصيص موقع للمستشفى في قرية السلام - حبكان بسهول بللحمر وبللسمر ولكن لم يتم تنفيذه، كما أن قرى الأثب تعاني من ضعف الاتصال والانترنت، خصوصا موقع الحادث الذي لم يكن فيه خدمة للإرسال بتاتا. وأضاف أن فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر وصلت متأخرة إلى موقع الحادث بسبب بعد المسافة وضعف الإرسال، مبينا أنهم طالبوا عدة مرات بتوفير هذه الخدمات ولكن للأسف لم يكن هناك تجاوبا، لافتا إلى أن سهول بللحمر خصوصا مركز الأثب وقراه التابعة له تمسي في ظلام دامس لافتقارها للإنارة. تقرير مروري وفقا للإحصاءات الأخيرة من إدارة المرور في منطقة عسير حول حوادث الطرق، بلغ عدد الحوادث خلال العام الماضي 32176 حادثا مروريا، نجم عنها 900 حالة وفاة، و2420 إصابة، بينما باشر الهلال الأحمر 6580 حادثا مروريا متنوعا. ولخص التقرير عددا من الأسباب التي رفعت نسب الوفيات بسبب الحوادث، من أبرزها رداءة جودة الأسفلت، وانعدام الصيانة الدورية، وكثرة المنعطفات في مشاريع الطرق السابقة والحالية، إضافة إلى قلة مراكز الإسعاف والدفاع المدني، مما يؤخر عمليات إسعاف المصابين، ونقلهم إلى المستشفيات، ويضاعف سوء حالاتهم الصحية لاحقا. يذكر أن المدير السابق لإدارة النقل والطرق في منطقة عسير المهندس علي بن مسفر أكد في تصريح إلى "الوطن" قبل نحو 3 سنوات، أن طريق وادي بن هشبل - سهول بللحمر داخل ضمن الدراسات لإعادة تحسينه وتأهيله ليناسب النقل العام والشاحنات، مؤكدا أن العمل جار حاليا لربط سهول بللحمر، وذلك في مشاريع طرق حبكان والأثب والعرفج وبهوان والوادي الأخضر والماوين، إذ تم التعاقد مع عدد من المقاولين لتنفيذها. أولويات الدفاع المدني إلى ذلك أكد المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي في تصريح إلى "الوطن"، أن هذه المواقع مدرجة ضمن المواقع والجهات المزمع افتتاح دفاع مدني بها، وفق أولويات إحداث خدمات دفاع مدني لكافة القرى والهجر في المنطقة، مبينا أن هذه الأولويات مصادق عليها من إمارة منطقة عسير وتأتي محددة، وجهاز الدفاع المدني يعتمدها. وأشار إلى أن هناك معايير تراعى عند إحداث فرق الدفاع المدني، منها: مساحة القرى والهجر، والتعداد السكاني، والأنشطة التجارية والصناعية، والانتشار العمراني، وإحصائيات الحوادث، وحالما تتوفر الوظائف اللازمة فسيتم افتتاح خدمات الدفاع المدني وفق ما يعتمد للمنطقة مع مثيلاتها من مناطق المملكة. وكشف المدير العام للنقل والطرق في منطقة عسير المهندس عبدالله شويل في تصريح سابق ل"الوطن"، أن وكيل وزارة النقل المهندس هذلول الهذلول انتقل إلى موقع الحادث لمعرفة مسبباته، وهل هناك قصور من الوزارة، وتم الوصول إلى نتيجة أن الطريق الذي وقع فيه الحادث هو طريق فرعي يؤدي إلى قرية الدحلة، وكانت جودة الأسفلت جيدة، وأكتاف الطريق مسفلتة.