لا زالت الأندية السعودية تغرق في بحر العجز المالي رغم تبرعات أعضاء الشرف التي تصل إلى عشرات الملايين، وذلك بسبب عدم وجود قنوات رسمية تتلقى هذه الأموال مما يؤدي إلى هدر مالي. وأثبتت السنوات أن معظم الشرفيين بقدر ما يتبرعون لتسيير أمور النادي، بقدر ما يتدخلون في شؤونه الفنية، ويفرضون شروطهم مقابل تقديم دعم مالي، ومنها فرض أسماء لاعبين جلبوهم للنادي على التشكيلة، وفي المقابل إذا لم يقدم اللاعب العطاء المطلوب يختفي عضو الشرف ولا يقدم دعما لخزينة النادي. الحل دائما يراه المتخصصون في بدء تطبيق مشروع التخصيص شرط أن يقام بشكل صحيح لأن النادي سيعمل أمام شركات تجارية تطالب بمعرفة كل ما يتعلق بالمال وفق نظام محاسبي دقيق.
تأثير سلبي تأثير وجود أعضاء الشرف في الأندية السعودية سلبي لا إيجابي، فهم يقدون أموالا من ورائها مصالح تكمن في حب الشهرة والبروز الإعلامي. يبحث كثير من الشرفيين عن تحقيق بطولة وقتية، لا عن بناء عمل مؤسسي، مما أضر بالأندية السعودية. عضو الشرف يسعى لجلب لاعب أو آخر ويعد بدفع قيمة عقده المرتفعة والمبالغ بها ثم بعد ذلك يختفي ويترك النادي في معمعة السداد. لا يجب أن يتدخل أعضاء الشرف في عمل الأندية، والأندية يجب ألا تعتمد عليهم اعتمادا كليا لأن هذا يضر بها ماليا وإداريا وفنيا وعناصريا. هذه المبالغ الكبيرة التي يتعهد بها الشرفيين أدت إلى قتل الطموح لدى اللاعب السعودي فلم يعد يسعى للتطور أو الانتقال أو الاحتراف. بعض اعضاء الشرف يختفون بعد أن يتعهدول للنادي بالتكفل بكامل صفقات لاعب أو آخر، ويتورط النادي بسداد قيمة الصفقة الضخمة. يجب الاعتماد على نظام الخصخصة شرط أن يتم بصورة صحيحة، فالعمل الذي يستند على شركات هو الذي ينجح لا على ذاك الذي يعتمد على أشخاص متطوعين. راشد الفوزان خبير اقتصاد رياضي
لا مطالبات للمتطوعين الشرفيون متطوعون لهذا ليس من حقهم المطالبة بأي حقوق، فالمفترض أن تدخل الأموال إلى الخزينة في النادي، ولا يقبل أي مال من أي متطوع أن بقدم إلا عبر قناته الرسمية كي لا يحدث تحكما أو استعطافا. لا يفترض أن يفرض عضو الشرف أي لاعب على التشكيلة في الفريق، حتى لو كان هو الذي تبرع بصفقة اللاعب، كما لا يجب أساسا أن يكون هو المفاوض خارج حدود النادي. ينطبق هذا الأمر على المدربين، فكثير من أعضاء الشرف تفاوضوا مع مدربين دون علم رئيس النادي، فعضو الشرف لا يعرف كثيرا عن الظروف الداخلية للنادي. المال السائب يعلم التبذير، والإدارة هنا لا تقدر ثمن المال، مما يؤدي إلى هدر مالي في التعاقد مع اللاعبين والمدربين. هناك أمثلة عديدة عن استقبال اللاعبين من الإدارة والجماهير في المطار، ولما يتم إلغاء عقده، لا أحد يودعه، وهناك أمثلة أخرى عدة لهروب لاعبين من المملكة، تفاجأت إدارات الأندية بخروجهم دون علمها من السعودية، وهذا حدث في الاتحاد والأهلي والنصر والهلال. علي الدويحي خبير استثمار رياضي