أكد مسؤولون وخبراء سياسيون واقتصاديون أن إنشاء جسر الملك سلمان البري بين المملكة ومصر يعد من أفضل المشروعات التي طرحت خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر، على جميع الأصعدة الاقتصادية والتجارية والثقافية بين البلدين، لأن تسهيل حركة النقل سينعكس على التجارة وتبادل السلع ونقل العمالة المصرية ورحلات الحج والعمرة، مشددين على أن المشروع سيحيي آمال إنشاء السوق العربية المشتركة، لما له من مكاسب اقتصادية كبرى، إضافة إلى توفير فرص عمل للشباب في كلا البلدين. وأبان الخبير في الشؤون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، عضو شبكة مراكز الأبحاث الإستراتيجية بواشنطن، الدكتور طارق فهمى، أن مشروع الجسر واعد على جميع الأصعدة، مبينا أن إنجازه خلال 24 شهرا يعد أمرا مهما، وفرصة تاريخية للبلدين.
طفرة اقتصادية قال الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية، الدكتور يسري العزباوي، إن مشروع الجسر البري سيحقق طفرة في جميع المجالات، مشيدا بدور المملكة في تحقيق تعاون دائم ومشترك بينها وبين شقيقتها مصر، وتوفير سبل الاستثمار والتنمية المستدامة بين البلدين. وأضاف أن المشروع سيفتح آفاقا كثيرة للتنمية والمشروعات الاقتصادية التي تقام على هذا الطريق البري، وسيكون لها عائد اقتصادي كبير على مصر، خصوصا أنه يقلل الضغط على السفر عن طريق الطيران، ويساعد في التغلب على مخاطر غرق العبارات، لأن الجسر ستنفذه شركات عالمية، مشيرا إلى ضرورة السعي إلى تنفيذ المشروع وفقا للجدول الزمني المحدد.
القضاء على الفقر أكد أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للعلوم المصرفية، رشاد عبده، أن مشروع الجسر البري يعد من أهم المشروعات التي طرحت من قبل المملكة ضمن 17 اتفاقية، لافتا إلى أنه سيفيد جميع الفئات من الشعب المصري، داعيا البلدين إلى سرعة إتمام المشروع حتى يستطيع الجميع جني ثماره في أسرع وقت ممكن. كما قال أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، الدكتور صلاح الجندي، إن المشروع سيعمل على حل كثير من مشاكل الفقراء في مصر الذين يسافرون لأداء العمرة والحج، علاوة على الأيدي العاملة التي تذهب إلى السعودية، مؤكدا أنه يفتح مجالا للتبادل التجاري بين البلدين، مما يؤدي إلى إنعاش الاقتصاد المصري.
مكاسب هائلة أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور طارق سلطان أن إنشاء الجسر البري بين مصر والسعودية سيفيد حركة النقل المتوقعة بين 22 دولة عربية، حيث يؤدي إلى انسياب البضائع بسهولة وتقليل أسعار النقل، وتشجيع المستثمرين المصريين والسعوديين على إقامة مشروعات سياحية مشتركة. بدوره، قال المحلل الاقتصادي، راشد الفوزان، إن مشروع الجسر ستكون له مكاسب اقتصادية كبيرة، من بينها الجانب السياحي، حيث تعتبر منطقة شرم الشيخ في مصر منطقة عالمية مشهورة، وستجذب السعوديين. وأشار إلى أن تنقل السيارات بين الجانبين سيزيد من حركة التبادل التجاري، متوقعا أن تصل إلى 100 مليار دولار. من جانبه، وصف الاقتصادي عبدالله المغلوث الجسر بأنه "خطوة إيجابية" تحقق التكامل الاقتصادي، وتوفر فرصا وظيفية كبيرة للجانبين، وقال "المملكة ومصر ستستفيدان من هذا الجسر من خلال منظومة اقتصادية متكاملة، إضافة إلى الحجاج والمعتمرين، وإيجاد آلية لشركات النقل لنقلها الركاب".