يمثل الجسر الذي أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إنشائه بين المملكة ومصر حلم يتحقق وسابقة هو الأولى من نوعها في الربط بين القارات. والجسر إضافة لما يمثله من قفزة عملاقة في مجال العلاقات السعودية المصرية إلا أن آثاره تمتد أبعد من ذلك بكثير، فهو الأول من نوعه على الإطلاق الذي يربط بين القارتين الآسيوية والأفريقية، كما أنه يربط دول العالم العربي معا دون أي حاجز بينها ويسهم في دعم التجارة الدولية ويسهل حركة نقل المسافرين والمعتمرين. والجسر الذي يمثل حلما عربيا يربط أقصى شرق الوطن العربي بأقصى غربه دون أي عائق حيث يستطيع العربي بعد إنشاء الجسر ركوب سيارته والانطلاق فيها من دول الخليج وحتى الدول العربية في شمال إفريقيا دون أي حاجز يقف في طريقه. والجسر الذي سيمتد طوله من 7 إلى 10 كيلوم متر فوق مياه البحر الأحمر، وسيربط شمال غرب المملكة بشبه جزيرة سيناء، وسيربط لأول مرة بين العرب الأفارقة بعرب أسيا منذ الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. كما أن الجسر حسب قناة العربية "سيشمل طريقين للسيارات وخطا للسكك الحديدية، سيوفر أياما كان السفن تستغرقها لعبور البضائع عبر المضائق للوصول من وإلى أوروبا، بحجم تجارة قد يصل إلى 200 مليار دولار". دراسات .. يسترد تكلفته خلال 10 سنوات أكدت كل الدراسات التي أقيمت حول مشروع جسر يربط المملكة ومصر نه يمكن استرداد تكلفة هذا المشروع خلال مدة تتراوح بين 8 و10 سنوات في حين أن المشاريع المماثلة عالميًا تسترد تكلفتها في مدة تتراوح بين 40 و50 سنة، من استرداد التكلفة في رسوم عبور الحجاج والمعتمرين والسياح والعاملين في دول الخليج، وذلك حسب صحيفة "الوفد المصرية". دعم للسياحة والاقتصاد المصري ورأى الخبير السياحي الدكتور باسك حلقة، رئيس المجلس التأسيسي لنقابة السياحة المهنية، إن مشروع الجسر سيساعد في حدوث طفرة اقتصادية بالبلاد، علاوة على تنشيط حركة التجارة البرية والاستثمارات التي ستنتج عن ذلك الجسر الواصل بين مصر والسعودية. وأضاف حلقة، في تصريحات صحفية أن الجسر سيساعد في زيادة حركة الحج البري، ومن ذلك تنشيط المجال السياحي البري، وزيادة أعداد السياح القادمين من الرياض، ولاسيما دول الخليج، موضحا أن السياحة العربية زادت مؤخرا داخل مصر، بعد تدهور الأوضاع الأمنية وزيادة العمليات الإجرامية داخل سوريا، المقصد الآخر للسياحة العربية، معتبرًا أن الجسر البري، سيشكل طفرة اقتصادية يشهدها المجال السياحي. فيما رحب مجدي النبودي، الخبير السياحي، بتشييد الجسر الواصل بين مصر والسعودية، حيث قال إنه يعطي فرصة للطبقات المتوسطة غير القادرة على القدوم إلى مصر عبر الطيران، وذلك باتخاذهم الطريق البري، حيث سيخصر الممر وقتًا طويلًا على الجانب البري، وتوفير النفقات لإجراء الجولات السياحية داخل مصر، واعتقد النبودي في تصريح لصحيفة "الوطن المصرية"، أن تأثير الجسر سيكون أوضح وأشمل للمجال التجاري، عن السياحي، حيث سيكون ممرًا للتبادل التجاري بين البلدين، علاوة على أنه سيوفر الخدمات عليه، ما يعني خلق فرص للعمل على الطريق بين المصريين. 20 دقيقة من آسيا إلى إفريقيا وسيعمل الجسر في حال إنشائه على تقليل الاعتماد على العبارات التي تمر في البحر الأحمر والتي تكون رحلاتها محفوفة بالمخاطر، وهو ما دفع البعض لطرح المشروع في العام 2006 عقب غرق عبارة السلام المصرية وعلى متنها 1400 راكب. كما أن الجسر سيختصر المسافة بين البلدين إلى 23 كلم ويستغرق عبوره حوالي 20 دقيقة فقط، وسيخدم ملايين المصريين والعرب والأفارقة الذين يتوجهون للسعودية بغرض الحج أو العمرة أو العاملين بمنطقة الخليج. وسيصاحب بناء الجسر آثار اقتصادية وجيوسياسية، فالسعودية ستكون قادرة على تصدير النفط عبر السكك الحديدية إلى الأسواق والموانئ الأفريقية براً، وبذلك ستتغير أنماط الشحن بشكل كبير حيث سيختفي جزءٌ كبيرٌ من حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.