أنهت القاهرة أمس، استعداداتها للزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر، والتي ستبدأ اليوم، وذلك في إطار العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين، فضلا عن الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لمصر حكومة وشعبا. وكشفت مصادر أن الملك سلمان سيصل إلى القاهرة صباح اليوم، وسيكون في استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة، ليتوجه مباشرة إلي قصر الاتحادية، مقر إقامته، إذ يعقد لقاء القمة بين الزعيمين. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، إن ملفات العلاقات الثنائية والأزمات في سورية واليمن وليبيا ومواجهة الإرهاب والعمل العربي المشترك ستكون حاضرة في قمة الزعيمين. وأشارت المصادر إلى أن الزيارة ستشهد برنامجا حافلا للترحيب بخادم الحرمين، يتخلله وضع حجر الأساس لجامعة الملك سلمان بمدينة الطور في سيناء، والتي ستقام على مساحة 205 فدادين، وتضم عددا من الكليات مثل الطب والهندسة والثروة السمكية والسياحة والتعدين، لافتة إلى أن الجامعة ستكون نقلة حضارية كبيرة في تاريخ سيناء، وستتحول الطور إلى مدينة جاذبة للسكان ومنطقة علمية تستهدف القضاء على التطرف والأفكار الهدامة. جلسة برلمانية خاصة قالت المصادر إن مجلس النواب المصري، سيعقد جلسة خاصة الأحد المقبل، للاحتفاء بخادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له، كما سيعقد علي هامش الزيارة، منتدى للاستثمار المصري السعودي، بمشاركة رجال أعمال ومسؤولين ومختصين في البلدين. وكان وصل إلى مطار القاهرة الدولي صباح أمس، وفد سعودي للتحضير للزيارة، ومتابعة جدول الزيارة واللقاءات والجولات التي سيقوم بها خلال زيارته مصر، فيما عقد المجلس التنسيقي المصري السعودي المشترك دورته الخامسة أمس، إذ سيتم توقع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم، منها اتفاقيات مع الصندوق السعودي للتنمية لتعمير بعض المناطق في سيناء، واتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي، ورسم الحدود البحرية بين البلدين، وإنهاء المشكلات الاستثمارية، والربط الكهربائي بين البلدين، وبحث تمويل توفير المواد النفطية لمصر لخمس سنوات، وسبل تفعيل مبادرة خادم الحرمين بضخ أموال من صندوق الاستثمارات العامة، قيمتها 30 مليار ريال في الاقتصاد المصري، وهي الاتفاقيات التي ينتظر توقيعها من الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس عبدالفتاح السيسي. تنسيق متواصل وفقا لتقارير، فإن زيارة الملك سلمان لمصر اليوم، تسجل اللقاء ال42 بين مسؤولي البلدين خلال عامين ونصف العام، لا سيما بعد ثورة 30 يونيو التي شهدت الفترة التي أعقبها تأييد واسع من المملكة لمصر، والذي عدّه مسؤولون مصريون في تصريحات عدة أنه مثل ركيزة أساسية في دعم بلادهم. وحسب التقارير، فقد شهد عام 2013، لقاءين اثنين، بين مسؤولين مصريين وسعوديين، وارتفعت اللقاءات والزيارات إلى 14 لقاءً وزيارة في 2014، و19 في 2015، ووصلت 6 في الربع الأول من عام 2016، وتنتظر الزيارة السابعة اليوم. في سياق متصل، أكد مراقبون أن الزيارة تعد ردا على المزاعم حول وجود خلافات مصرية سعودية، وهي مزاعم لا يمكن فصلها عن محاولات إيران لزعزعة الأمن القومي العربي، مشيرين إلى أن طموحات التمدد الإيراني في المنطقة العربية لن تتحقق إلا في حال إشعال الخلافات العربية - العربية، وفي القلب منها السعودية ومصر، والترويج لمثل هذه المزاعم من شأنه أن تصب في مصلحة المطامع الإيرانية.