يصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة مساء اليوم، وسيكون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقدم مستقبليه في مطار القاهرة الدولي، ويصطحبه والوفد المرافق إلى قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة، ليعقد الزعيمان جلسة محادثات تدشيناً للزيارة التي تُختتم الإثنين المُقبل. والزيارة الرسمية هي الأولى لخادم الحرمين إلى مصر، وستكون زاخرة بالاتفاقات التي من شأنها ترقية العلاقات بين البلدين. واستعدت القاهرة لاستقبال الملك سلمان بترتيبات مُدققة، واستقبلت أمس وفداً يضم أكثر من 120 مسؤولاً سعودياً للإشراف على الترتيبات النهائية لجدول الزيارة، التي تلقي اهتماماً رسمياً وإعلامياً وشعبياً غير مسبوق. ورحب مجلس الوزراء المصري في بيان له، بزيارة العاهل السعودي، مؤكداً أن الزيارة تجسد عمق العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين القيادتين والشعبين المصري والسعودي، وأعرب، وفق بيان أصدره أمس، عن التطلع إلى أن تساهم الزيارة في الدفع بمستويات التعاون القائمة بين البلدين إلى آفاق أرحب تتناسب مع ما لدى الدولتين من إمكانات متميزة وروابط أخوية وطيدة. وأشاد رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، وفقاً للبيان أمس، بآلية المجلس التنسيقي المصري السعودي التي أكدت اجتماعاتها الدورية في مصر والسعودية على ما يوليه الجانبان من أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية، مشدداً على أن مصر تفتح زراعيها للتعاون المصري السعودي في كل المجالات، وبما يدعم الروابط بين مصر والمملكة، وهما جناحا الأمن القومي في العالم العربي. وأوضح البيان أن اجتماع الحكومة أمس استعرض إجراءات السير في الحصول على تمويل ميسر لمشاريع تنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة 1.5 بليون دولار، والذي كان تم التوقيع عليه بين وزارة التعاون الدولي والصندوق السعودي للتنمية خلال الاجتماع الخامس لمجلس التنسيق المصري السعودي الذي عقد في الرياض 20 الشهر الماضي، وأوضح البيان أن من بين تلك المشاريع مشروعاً لإنشاء تسعة تجمعات سكانية في سيناء بتكلفة تبلغ نحو 120 مليون دولار، ومشروع طريق محور التنمية بطول 90 كم بتكلفة تبلغ 80 مليون دولار لخدمة التجمعات السكانية الجديدة في شرق قناة السويس وربطها بالدلتا غرب القناة. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين مصر تأتي في توقيت مهم جداً، من أجل تنسيق الرؤى حول مختلف قضايا القضايا المشتركة بين البلدين الشقيقين، اللذين يتمتعان بثقل كبير على مستوى تحقيق الأمن القومي العربي. وأبلغ قناة «العربية» الفضائية أن العلاقات بين السعودية ومصر «خاصة ومميزة ووثيقة». وشدد على أن هناك تكاملاً بين البلدين وتطابقاً في وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية، ومنوهاً بأن التطابق هو في الأهداف مع بعض المتغيرات في المنظور التكتيكي. من جهة أخرى، وصف سفير السعودية في مصر أحمد عبد العزيز قطان، الزيارة بأنها «تاريخية وغير مسبوقة»، وأكد في بيان أن «المملكة ومصر ركيزتا وجناحا هذه الأمة، وبهما سيعود الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط». وكتب قطان في حسابه على موقع «تويتر»: «المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً تقف بجوار شقيقتها مصر في مواجهة كل ما يحاك ضدها». ولزيارة الملك سلمان لمصر شقين: اقتصادي وسياسي. وقال مسؤول مصري رفيع ل «الحياة»، إن الزيارة ستشهد محادثات على مستوى القمة، وبين كبار المسؤولين في الدولتين، تتناول القضايا الإقليمية المهمة، مثل سورية والعراق وليبيا واليمن والدور الإيراني «المُعوق» في كل تلك الملفات. وأضاف: «يُنتظر أن تشهد الزيارة ترقية العلاقات بين البلدين». وعلى الصعيد الاقتصادي، من المقرر أن يشهد خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري مراسم التوقيع على 24 اتفاقاً ومذكرة تفاهم تم ترتيبها في إطار مجلس التنسيق المصري– السعودي، الذي يعقد اجتماعه السادس بالتزامن مع الزيارة. ومن المقرر أن يضع الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس السيسي حجر الأساس لجامعة «الملك سلمان بن عبدالعزيز» في مدينة الطور في جنوبسيناء، التي تكلف 300 مليون دولار أميركي، ويُنتظر أن تُفتتح في العام 2018. ومن المنتظر أن يزور خادم الحرمين الشريفين الأزهر، حيث يستقبله شيخ الأزهر أحمد الطيب وأعضاء هيئة كبار العلماء، لتفقد أعمال الترميمات التي تتم في الجامع الأزهر وبعض المشاريع الأخرى التي تُنفذ بتمويل سعودي. كما يزور خادم الحرمين الأحد المقبل البرلمان (مجلس الشعب) المصري، في زيارة وصفت بأنها «استثنائية». وقال وكيل البرلمان سليمان وهدان: «من المُحتمل أن يلقي خادم الحرمين خطاباً في البرلمان خلال تلك الزيارة التاريخية والاستثنائية التي تأتي تجسيداً حقيقياً للعلاقات القوية بين البلدين». ومن المنتظر أن يتفقد الملك سلمان بعد البرلمان في وسط القاهرة، أعمال تطوير مستشفى قصر العيني الفرنساوي التي تتم بتمويل سعودي. في غضون ذلك، أوقفت السلطات المصرية بث قناة «المنار» الفضائية، الذراع الإعلامي ل «حزب الله» اللبناني الذي صنفته الجامعة العربية تنظيماً «إرهابياً»، على القمر الاصطناعي «نايل سات»، ل «بثها برامج تُثير النعرات الطائفية».