تترقب القاهرة والعديد من عواصم العالم الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمصر الخميس المقبل، والتي تستغرق أسبوعا، وتشهد عدة لقاءات رسمية وشعبية، تقديرا لدور خادم الحرمين والمملكة الداعم لمصر، وفي إطار الآمال المنعقدة على الزيارة لتحقيق مزيد من التقارب بما يخدم قضايا الأمتين العربية والإسلامية. ووفقا لمصادر فإن الزيارة تشمل بحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ومناقشة مختلف الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها أمن الخليج في مواجهة الخطر الإيراني، والوضع في سورية واليمن، كما ستتطرق إلى سبل تعزيز التحالف العسكري الإسلامي، ومستقبل القوة العربية المشتركة. وكشفت المصادر أن خادم الحرمين الشريفين يرافقه الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيضعان حجر الأساس لجامعة الملك سلمان بمحافظة جنوبسيناء، لافتة إلى أن الجامعة التي ستقام على مساحة 205 فدادين بمدينة طور سيناء، وتضم عددا من الكليات من بينها السياحة والهندسة والطب والثروة السمكية والتعدين، ستكون نقلة حضارية في شبه جزيرة سيناء، ولن يقتصر تأثيرها على المصريين فقط وإنما ستكون متاحة للطلاب من مختلف الدول العربية. وقالت المصادر إن اختيار الملك سلمان لإقامة جامعة تحمل اسمه في منطقة سيناء بما تشهده من عمليات إرهابية لتنظيمات متطرفة، هي في الحقيقة رسالة تضامن ومساندة لمصر في مواجهة الإرهاب، فضلا عن رغبته في تعمير هذه المنطقة الحيوية والقضاء على جذور التطرف فيها، والتي لا يمكن أن تتم إلا بإيجاد مجتمع مدني وإنشاء جامعة شاملة بما يعنيه ذلك من أهمية العلم في مواجهة التطرف والأفكار الهدامة. مصلحة العرب والمسلمين وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد، إن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، تهدف إلى توطيد العلاقات بين البلدين، وزيادة المشروعات الاستثمارية المشتركة، إلى جانب الوقوف على عدد من الملفات المهمة والخاصة بقضايا منطقة الشرق الأوسط، فيما لفت وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إلى أن زيارة خادم الحرمين لمصر تنهي كل التكهنات بوجود أي توتر في العلاقات بين البلدين، مشددا على أن التعاون بين القاهرة والرياض سيقضي على الإرهاب تماما في المنطقة والعالم كله، ويسهم في أمن وأمان أم الدنيا، وقال "إن التعاون السعودي المصري يبعث بالطمأنينة للأمتين العربية والإسلامية، ويسهم في نشر السلام بالعالم". في سياق متصل، أكدت جمعية الصداقة المصرية السعودية أن الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي يقودان عملا إنسانيا كبيرا، حيث يتحركان عالميا لإعانة البشرية، وإنقاذ المنطقة من المخاطر التي تحيط بها. وشدد رئيس جمعية الصداقة المستشار عبدالعاطي الشافعي على أن الملك سلمان قائد نهضة وصاحب رسالة إنسانية، سواء داخل المملكة أو في الأمتين العربية والإسلامية، وشارك مع الجيش المصري في الدفاع عن التراب الوطني لدى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. علاقات مصيرية قال رئيس تيار الاستقلال أحمد الفضالي إن زيارة خادم الحرمين إلى مصر دليل على قوة العلاقات بين البلدين، وتنفي وجود أية خلافات بينهما خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن الشعب المصري يحمل كل تقدير لشقيقه السعودي والحكومة الرشيدة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز. ولفت القيادي بحزب الوفد الدكتور عصام شيحة إلى أن العلاقات بين مصر والمملكة أحد أهم الركائز للعلاقات المصيرية والعمل العربي المشترك خلال الفترة الحالية، مبينا أن الزيارة ذات أهمية بالغة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وأكد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة، الدكتور محمد صقر، أن مصر تحتل مكانة خاصة في قلب وعقل الملك سلمان، والذي سبق له التطوع في الجيش المصري أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 للدفاع عن مصر، لافتا في هذه الصدد إلى أن السيرة الذاتية للملك سلمان تتضمن كذلك رئاسته العديد من اللجان الشعبية التي قدمت الدعم لبعض البلدان العربية والإسلامية، منها رئاسته لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956، وامتد دوره بعد ذلك إلى رئاسته اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي عام 1973.