فيما أكملت عناصر تنظيم داعش انسحابها من مدينة تدمر الأثرية، باتجاه السخنة، والبعض الآخر باتجاه الرقة ودير الزور، وهي معاقل التنظيم الرئيسة شمال وشرق سورية، وذلك على وقع الاشتباكات مع قوات نظام الأسد المدعومة بغطاء جوي روسي، قالت تقارير إن موسكو تتطلع إلى إيهام العالم بأنها تحارب الإرهاب وليس المعارضة المعتدلة، بينما يتطلع النظام إلى الهروب من الاستحقاق السياسي الذي وصل ذروته في جنيف الأسبوع الماضي. وأشارت إلى أنه رغم هذه التحركات الروسية، فإن الولاياتالمتحدة لا تبدو غائبة عن المشهد في تدمر، إلا بالقدر الذي تريده لنفسها، لافتة إلى أن المدينة لا يمكن السيطرة عليها إلا بدعم جوي وتقدم بري. وحسب مصادر بالمعارضة، فإن موسكو تدرك أن الإعلان عن تحرير تدمر لا يمثل النهاية في مواجهة داعش في هذه المدينة المعروفة بطبيعتها الصحراوية، وقدرة التنظيم على المناورة وامتصاص الضربات الجوية. كما أن محاور التقدّم لها مكشوفة وتتسبب في إنزال خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، وهذا ما أظهرته نتائج المعركة خلال الأيام السابقة. وقالت المصادر إن قلق الروس الأكبر ينبع من الفخ الذي نصبه الأميركيون، والذي بدا في توقيف العمليات الجوية في الرقة ضد تنظيم داعش، في الوقت الذي تخوض فيه روسيا عملية تدمر، مما يعطي نفسا للتنظيم في الصمود وحرية المناورة في القتال والإمداد، حسب تقديره. وأضافت المصادر أن ذلك يجبر القوات الروسية على توجيه ضربات جوية في الرقة لتخفيف الضغط عن نظام الأسد وقواته في تدمر، موضحة أن وضع روسيا في تدمر بات مرهونا بتكثيف قوات التحالف لغاراتها على الرقة. لافتة إلى الخسائر التي لحقت بروسيا خلال الأيام القليلة الماضية بمقتل خمسة عسكريين روس، بينهم مستشار، خلال المعارك الدائرة قرب تدمر، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى للنظام يوميا، وكذلك مقتل عناصر حزب الله اللبناني. مصير النظام أكد مراقبون أن النظام مجبر على المضي في معركة تدمر، رغم تكبدّه خسائر كبيرة في الفترة الماضية، بعد ضغط المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، على وفده لبحث مسألة هيئة الحكم الانتقالية، مشيرين إلى وجود ارتباط بين مناقشة هيئة الحكم الانتقالية ومعركة تدمر. وقالوا إن النظام يضع ثماني نقاط، أولها محاربة الإرهاب، للهروب من الاستحقاق الرئيس، وهو بحث المرحلة الانتقالية وتشكيل هيئتها ذات الصلاحيات الكاملة، لافتة إلى أن الأمر حاليا يرتبط بمصير النظام، ولو بحدود صلاحيات واضحة لا تجعل منه صاحب القرار الكلي.
أهداف بوتين ذكرت قناة "مونت كارلو" الفرنسية، في تقرير، رغم أن موسكو تؤكد على أن الموقف الروسي من موضوع مستقبل الأسد لم يتغير، فإن المراقبين يرون أن موسكو لأول مرة تشير إلى التوافق حول الفترة الزمنية التي سيتم التطرق خلالها لمصير الأسد. من جانبها ، قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس بوتين، يرغب كما يبدو في بذل كل ما بوسعه، بغية تحقيق بلاده نجاحاً باهراً على الساحة الدولية، عبر مساهمتها الحاسمة في بلوغ الحل السياسي في سورية جنباً، إلى جنب مع الولاياتالمتحدة. ولا يستبعد دبلوماسيون روس، حسب الصحيفة، قبول بوتين للحل الذي يقضي باستقالة الأسد وتحديد صلاحياته، مشيرين إلى أن الأخير يفهم ضرورة إطلاق عملية سياسية لإرضاء بوتين، ورغم مماطلة النظام وعرقلته للمفاوضات فإنه سيضطر للموافقة في نهاية المطاف.