قد لا يمر يوم من غير أن نشاهد في صحفنا سواء الورقية أو الإلكترونية مقالا أو أكثر عن التعليم في المملكة، بعضها تحظى بنسبة عالية من القراءة، وبعضها الآخر لا يلتفت إليها إلا القليل من القراء، وربما موظفو العلاقات العامة في الوزارة، لكن في اعتقادي لم يحظ مقال بالشهرة والانتشار على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وما تبعه من إثارة للجدل وردود كثيرة من كُتاب الصحف والقراء، مثلما حظي به المقال الذي كتبه معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى بعنوان: تعليمنا إلى أين؟ على الرغم من أن معالي الدكتور العيسى ليس غريبا أن يكتب مقالا كهذا، وليس جديدا على عالم الصحافة، فقد كتب كثيرا من المقالات والبحوث في هذا الجانب، بل صدر له كتابان في هذا الخصوص. فمعالي الوزير إذن، مهتم بشؤون التعليم ومهموم بمشكلاته وقضاياه منذ زمن، قبل أن يكون وزيرا للتعليم، فإذا كان هناك خبراء اقتصاديون وسياسيون وعسكريون تطالعنا بهم كل يوم القنوات الفضائية، فأستطيع أن أقول إن معالي الدكتور أحمد العيسى يعد خبيرا في شؤون التعليم، ولكن حين يكتب وزير التعليم بقلمه مقالا يشخص فيه حال وواقع تعليمنا وينتقده بكل وضوح وصراحة لم نعتد عليها من المسؤولين، ففي هذه الحالة ليس غريبا أن يحقق المقال كل هذه الشهرة ويتداول بهذه الصورة، لا نريد أن تكون إجابتنا على سؤال: تعليمنا إلى أين؟ بكلمة "للهاوية" كما قال أحد الكتاب ممن عقبوا على المقال، فهذه نظرة سوداوية، نتمنى ألا تغلبنا أو تسيطر علينا، ففيها إجحاف بحق الجوانب المضيئة في تعليمنا. نعلم أن مشكلات التعليم عندنا متعددة ومتشعبة، وأصبحت واضحة ومعروفة للجميع، ولخصها معالي الوزير في مقاله بكل شجاعة، ونعلم أن الحمل ثقيل والمسؤولية عظيمة، وبعد أن قرأنا المقال، لا نريد أن نكرر السؤال ذاته، ولكننا نقول، طالما تم التشخيص، وعرفت العلل، وتم تحديد مواطن الداء، ومكمن الخلل، فمتى يتم البدء في العلاج؟