في دبي، تجد أن مكان الإقامة يملكه سعودي، وتحجز مقعدا في حفلة فنان سعودي، والجمهور سعودي، وتذهب كل هذه الأموال إلى متعهد أجنبي! في مواسم الإجازات، تجد السعوديين يهبّون إلى دبي كالطيور المهاجرة، يتكبدون الخسائر المالية، يصبرون على الزحام وغلاء الأسعار، والأحوال المناخية الصعبة أحيانا. دبي، إمارة دأب مسؤولوها على تطويرها، فجعلوها تحفة عالمية يقصدها السياح والتجار والعمال بمختلف أجناسهم ودياناتهم، ليجدوا الانفتاح والخدمات على كل الأصعدة. دبي مدرسة ومعهد وكلية لكل طالب علم. وهي المؤتمر والمعرض. والاختراع والحداثة والابتكار. وحيث تنمو المعرفة. فلا تتعجب إذا وجدت الكبير والصغير فيها، ولا تستغرب أن تجد سياحا يأتون من أجمل بقاع الأرض طبيعة وجمالا قاصدين دبي، فقد عمل أهلها على جعلها إمارة الشباب والسعادة. لماذا يقصدها السعوديون تحديدا؟ يُطرح هذا السؤال كثيرا، وأنا بعد دراسة وتحليل ولقاءات مع كثير من السياح السعوديين هناك، وجدت أنهم يقصدون الأسواق والمقاهي والمطاعم والألعاب المختلطة، حيث الأسرة جميعا في المكان نفسه. يجدون كل شيء بلا عين الرقيب، بل كلٌ يراقب نفسه ومسؤول عن تصرفاته. يدخلون دور السينما يشاهدون آخر الأفلام. يحضرون المسرحيات الفكاهية. يشاركون في المهرجانات، ويتفاعلون مع الأحداث، مجتمعين دون فصل أو فواصل. يكسرون حاجز الخصوصية، ويندمجون مع الناس من مختلف جنسياتهم، يبتسمون للآسيوي ويأكلون مع الإفريقي ويلعبون مع الأوروبي والأميركي. تفرقهم الثقافات ويجمعهم حب المكان. دبي، مدينة السعادة للكبار والصغار. للمرأة، للرجل، للأطفال، للعوائل، للشباب. أبوابها مفتوحة للجميع. لن تجد لوحات تمنعك من زيارة أي مكان مخصص للترفيه أو التسوق. لن تطاردك النظرات. لا تخرج عن المألوف. هناك، السكان لا يشعرون بالغربة، وهذا من أهم أسرار عشقها.