قد يعتقد البعض ﺃن المقصود من هذا العنوان هو السخرية ﺃو الكتابة الكوميدية؛ لأن المعروف لدى معظم الناس على اختلاف جنسياتهم وطبقاتهم المعيشية ﺃن الاغتراب عن الأهل عذاب، ﺃو مراحل صعبة مكونة من حزن وخوف وقلق وفقدان للراحة بشكل عام. لكن في المقابل ﺃجدادنا في السابق كانوا يقولون عن الشباب العاطل عن العمل "دعوهم يغتربوا وسينصلح حالهم"، طبعا كانوا يقولونها عن براءة تجربة وليس لادعاء الغيﺐ. وﺃتذكر ﺃيام دراستي في المرحلة الثانوية حين سألت مدرس اللغة العربية: لماذا الغربة صعبة؟ فأجاب وهو يبتسم قائلا تذكر هذه العبارة: "الغربة تجدد لك الحياة"، فأخذتها وﺃنا مستنكر لمعناها! لكن عندما اغتربت في الخارج للدراسة الجامعية وجدت في البداية صعوبة، لكن مع الوقت تعرفت على البيئة التي حولي واندمجت مع الوسط المحيط، طبعا هذه سمة من سمات الإنسان ﺃنه سريع التكيف، لكن بالفعل مرت ﺃيام الدراسة، وكانت ﺃسرع من البرق، وكانت ﺃيام حيوية متجددة، إضافة إلى ﺃن هناك لحظات ولدت في غاية المتعة وﺃمورا ومواقف جميلة جدا ﺃصبحت الآن من الذكريات التي لا تنسى. وبالفعل تحققت بنود هذه العبارة، وﺃؤكد ﺃن السفر إلى الخارج سواء كان سياحة ﺃو اغترابا للعمل ﺃو الدراسة مع الاحتفاظ بالقيم والتقاليد المثلى ﺃمر إيجابي جدا. وﺃيقنت بالفعل ﺃن الغربة تجدد الحياة.