خصصت الصحف العالمية مساحات واسعة للحديث عن هجمات بروكسل، وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية: إن السلطات الألمانية قامت على الفور بتشديد الإجراءات الأمنية في مطار فرانكفورت، كما أضافت المطارات الإيطالية إجراءات أمنية جديدة. ودعت الحكومة البريطانية إلى اجتماع طارئ، فيما تقوم قوات الأمن البريطانية بدوريات مكثفة في مطارات هيثرو وجاتويك. وكانت الخطوط الجوية والمطارات في حالة تأهب أساسا بعد سلسلة من الهجمات، مما أدى إلى تراجع عمليات الحجز وتقييد الخدمات في المطارات. كما تراجعت أسعار شركات الطيران في أوروبا بشكل حاد وسط مخاوف من انهيار مبيعات تذاكر الطيران. هجمات متوقعة أجرى موقع "دويتشه فيلله" الألماني لقاء مع الخبير الألماني في قضايا الإرهاب، جيدو شتاينبيرج، حول تفجيرات بروكسل، فقال: إنه لم يستبعد وقوف شركاء المتهم الرئيس في هجمات باريس، صلاح عبدالسلام وراء التفجيرات. كما أشار أن هذه الهجمات لم تفاجئه شخصيا في هذا الوقت بالتحديد. وأوضح أن بلجيكا تحتضن أكبر مجموعة من المتشدديين الأوروبيين، والهجمات لم تفاجئني، ولدى بلجيكا الكثير من المشاكل في مواجهة الإرهاب. فرنسا تعرضت هي الأخرى لهجمات إرهابية، بيد أن مؤسسات الأمن هناك قوية ومتماسكة، لكن الأمر مختلف في بلجيكا. هجمات منسقة وصفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الهجمات بأنها "ازدراء لفرنساوبلجيكا"، وقالت في مقال للكاتبة كارولين بيكيه: "اليوم كابوس في بروكسل، أسفر عن مقتل عدة أشخاص في هجمات منسقة، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، وطريقة الهجمات في بروكسل متقاربة مع هجمات باريس، واستهدفت الأماكن العامة بنفس الإجراء ونفس النوع ونفس التخطيط والمتفجرات وضعت بنفس الطريقة، وهذه هي السمة المميزة لداعش وهم يستعدون جيدا لهجماتهم". بدورها، قالت صحيفة "لاليبر" إنه تم إخلاء مطار زافينتيم مع سماع دوي الانفجارات في صالة المغادرة، وتم نقل الأشخاص من المطار مباشرة إلى مركز الأزمات، وتم العثور على أسلحة في مبنى المطار. ولم تؤكد المعلومات من مصادر رسمية. وأوضحت الصحيفة أنه تم استخدام ثلاث قنابل في هذا الانفجار المزدوج، حيث انفجرت قنبلتان في بهو الفندق وواحدة قرب مكاتب بروكسل إيرلاينز، وواحدة على الجانب الأيمن بالقرب من الجزء الأمامي من الخطوط الجوية الأميركية. أما اللوموند فذكرت أن بلجيكا أصبحت "قاعدة خلفية" للمتشددين في أوروبا، وشهدت الكثير من الأحداث المرتبطة بالإرهاب. وأوردت جدولا زمنيا للأحداث التي وقعت في السابق. أما صحيفة "لوباريسيان" فقالت: إن الانفجارات كانت كبيرة، ونقلت عن شاهدة عيان تدعى فيرونيكا قولها: "رأيت الكثير من الجنود مع الكلاب وكانوا متحمسين جدا، كان لدي شعور سيئ، عقب الانفجار ركضنا إلى مخارج السلامة، بعد ذلك انهار السقف، وانفجرت النوافذ" تهديد للقارة العجوز نقلت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية تصريحا لوزير الخارجية البلجيكي، ديدييه ريندرز، في مؤتمر صحفي ببروكسل، قال فيه: إن السلطات تخشى أن المشتبه في تورطهم في الهجمات القاتلة بمطار بروكسل ومحطة المترو لا يزالون طلقاء. وأضاف "التحقيق لا يزال مستمرا. لأننا نخشى أن المفجرين ما زالوا يتحركون". وكان ريندرز قال الأحد الماضي: إن العقل المدبر لهجمات باريس، صلاح عبدالسلام أخبر المحققين بأنه يخطط لشن هجوم إرهابي جديد في العاصمة البلجيكية بروكسل. وأضاف "عبدالسلام كان على استعداد لتنفيذ شيء في بروكسل، وربما يكون كلامه حقيقيا، نظرا لأننا وجدنا الكثير من الأسلحة في التحقيقات الأولية، وعثرنا أيضا على شبكة إرهابية جديدة، ربما استطاعت أن تنفذ خطتها قبل أن تتمكن أجهزة الأمن من الإيقاع بهم أجمعين". بدورها، سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على نقطتين أساسيتين، الأولى تتمثل بوضوح في أن أي تهديد يشكله المسلحون المتشددون على أوروبا ربما يزداد أو ينحسر، لكنه لن يختفي بالطبع بمجرد القبض على متهم واحد، أيا كانت خطورته. ولعل هذا ما يثبت أن اعتقال عبدالسلام، لا يبدو الآن بنفس الأهمية التي طالما رددها كبار المسؤولين الأمنيين. والثانية هي أن كل الإرهابيين ومن يحاولون الحد من ممارساتهم يسعون أخذ زمام المبادرة في الرد على الطرف الآخر. وهذا بالطبع له جانبان: عملي وسيكولوجي. فالهدف بالنسبة لأجهزة مكافحة الإرهاب يتمثل في الحصول على معلومات بصورة سريعة لشن حملات مداهمة استباقية وتوقيف المشتبه بهم قبل التخطيط لتنفيذ هجمات جديدة. تشديد الإجراءات وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: إن سلطات المطارات الأوروبية أعلنت تشديد الإجراءات الأمنية ورفع حالة التأهب للدرجة القصوى بعد تفجيرات بروكسل. وأشارت الصحيفة إلى وجود أمني مكثف بمطاري هيثرو وجاتويك بلندن، كما تتم مراقبة الركاب وتفتيش حقائبهم الآن بحذر، بعد إعلام بزيادة الوقت المخصص لتفتيش الحقائب والأمتعة الشخصية.