فيما فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العالم، بإعلانه بدء انسحاب قوات بلاده من سورية اعتبارا من اليوم، استبق مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، أمس، الأحداث، وتنبأ بحدوث هذا السيناريو، حيث قال المحلل السياسي تشارلز جلاس في مقال بعنوان "أميركا وروسيا تملكان القوة لإحلال السلام في سورية"، إن كل ما يتعلق بإنجاح جولة المفاوضات في جنيف 3 معد له قبل أسبوع. وأضاف "رغم التأجيل المتكرر للجولة الثالثة من مفاوضات جنيف 3، إلا أن اليوم الذي تنعقد فيه قد يتحول ليوم مصالحة وطنية في سورية، إذا قام الجانبان الروسي والأميركي بتقديم رؤية جديدة. ولو قرأ الطرفان من الأوراق المكتوبة أمامهما كما حدث في الجولتين السابقتين، فإن الوضع سينتهي إلى فشل جديد، فالطرفان أدركا أخيرا أن حجر العثرة الذي أعاق التوصل إلى حل في الجولتين السابقتين وهو مصير الأسد لم يعُد يستحق عناء استمرار الحرب الأهلية في سورية". وكان بوتين قد أعلن عقب اجتماع في الكرملين مع وزيري الدفاع والخارجية أن الانسحاب سيبدأ اعتبارا من اليوم. وأمر بتكثيف الدور الروسي في عملية السلام الرامية لإنهاء الصراع. مؤكدا أن القوات الروسية في سورية أوجدت ظروفا ملائمة لعملية السلام، وحققت الهدف المطلوب منها. انسحاب تدريجي رجَّح خبراء روس أن سحب موسكو قواتها لن يتم دفعة واحدة، مما سيسمح بالإبقاء على مجموعات منها، أو إعادة المجموعات التي تم سحبها، في حال انهيار المفاوضات، أو التراجع عن اتفاقات قد يتم الإعلان عنها في ما بعد. وأشاروا إلى أن الولاياتالمتحدةوروسيا ربما اتفقتا على سيناريو "حسن نوايا" لتقريب المسافات بين وفود المعارضة السورية وممثلي نظام دمشق. غير أن قطاعا منهم رأى أن روسيا لا يمكنها البقاء في سورية لفترة طويلة، خاصة أن نظام الأسد محكوم عليه بالرحيل، إما عاجلا أو آجلا، وبالتالي لا فائدة من الدفاع عنه. وقال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، سيمون باجداساروف، إن الأوضاع في سورية بعد وقف إطلاق النار لا تزال معقدة، فاتفاقية الهدنة وقعت مع مجموعات صغيرة، مهمتها حماية بلداتها أو مناطق معينة. هذه المجموعات يصل عددها في سورية إلى حوالى 1200 مجموعة ليس لها ذلك التأثير المطلوب. وأضاف "خلال أسبوعين ستعزز المجموعات مواقعها، وقد بدأت الولاياتالمتحدةوروسيا تبادل الاتهامات بشأن من يحاول إفشال الهدنة". الخطة "ب" أشار مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية، ستيفان دي مستورا إلى أن البديل لمحادثات السلام بين النظام السوري والمعارضة هو العودة إلى الحرب، مؤكدا أن الانتقال السياسي سيكون على رأس الأجندة التي تناقش في المفاوضات. كما هدد بإحالة الملف كاملا إلى مجلس الأمن إذا لم يتم التعاطي بإيجابية مع جولة المباحثات. وأضاف "لا يوجد إلا الخطة (ب) وهي العودة إلى الحرب ويمكن أن يحدث الأسوأ مما وصلنا إليه، وفي المرحلة الجديدة نريد تحقيق النجاح بالتعاون مع مجلس الأمن والمعارضة السورية والقوى العظمى، خاصة الولاياتالمتحدةوروسيا الدولتين اللتين أسهمتا في قيادة العملية السلمية وعقد اتفاق المفاوضات وإيقاف إطلاق النار خلال الأسبوعين الماضيين".