حذرت الولاياتالمتحدة وفرنسا أمس دمشق وحلفاءها من استغلال اتفاق الهدنة لتحقيق أهدافهم، وطالبتا بمفاوضات تحظى بمصداقية بين الحكومة والمعارضة في جنيف اليوم. ورفضت الدولتان الداعمتان للمعارضة السورية «الخط الأحمر» الذي أعلنت عنه دمشق السبت حيال مصير الرئيس بشار الأسد، نقطة الخلاف الجوهرية بين النظام والمعارضة التي تصر على رحيله. ورفض كيري وأيرولت تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال السبت إن دمشق لن تحاور «أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة، وبشار الأسد خط أحمر»، مؤكداً أن وفد بلاده لن يقبل «بأي محاولة لوضع هذا الأمر على جدول الأعمال». واتهمت الولاياتالمتحدة وفرنسا الحكومة السورية بمحاولة تعطيل محادثات السلام، وقالتا إنه يتعين على روسيا وإيران إثبات أن الحكومة السورية «تحترم» ما تم الاتفاق عليه. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت في مؤتمر صحفي مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولاياتالمتحدة ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي «لضمان مصداقية المفاوضات يجب احترام الهدنة ونقل المساعدات الإنسانية دون قيود أو عقبات» معتبراً أن مفاوضات جنيف ستكون «صعبة» لكنها ستتطرق إلى «عملية سياسية حقيقية» في سوريا. ومن جهته قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «على كافة الأطراف احترام وقف الأعمال القتالية والتعاون في تسليم المساعدات الإنسانية واحترام عملية المفاوضات للتوصل إلى عملية سياسية انتقالية». وأضاف كيري «إذا اعتقد النظام وحلفاؤه أنهم قادرون على اختبار صبرنا أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداتهم -من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة على التقدم الذي حققناه- فإنهم واهمون». وأضاف كيري متهماً القوات السورية بارتكاب معظم الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية، أن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ينظر كيف يتصرف الرئيس السوري بشار الأسد. وتابع «لذلك يتعين على الرئيس بوتين الذي راهن على دعم الأسد بتعهد كبير -وأحدث ذلك فرقاً واضحاً على ساحة القتال- أن يشعر ببعض القلق من حقيقة أن الرئيس الأسد أرسل وزير خارجيته كي يتصرف كمخرب ويسحب من على طاولة (المفاوضات) ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون». وأضاف «هذه لحظة صدق.. لحظة يتعين علينا جميعاً أن نتحلى فيها بالمسؤولية». وكان يشير إلى اتفاقات على مدى الأشهر الماضية بين المجموعة الدولية لدعم سوريا -وهي مجموعة من القوي الدولية والإقليمية- التي تحاول رسم خارطة طريق للسلام. وتتزامن محادثات اليوم مع ذكرى مرور خمس سنوات على بدء الحرب التي أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص وأوجدت أسوأ أزمة لاجئين في العالم وأسهمت في اتساع نفوذ تنظيم داعش. وتأتي المحادثات في إطار أول جهود دبلوماسية منذ تدخل القوات الجوية الروسية في سبتمبر الماضي لدعم الأسد، مما غيّر ميزان القوة في الحرب لصالح الحكومة السورية، وساعد دمشق على استعادة مساحات كبيرة من الأراضي في غرب البلاد. وقال كيري: من المهم الآن بالنسبة للذين يدعمون الأسد أن يتأكدوا أنه يحترم هذا الاتفاق.. وأنهم بالتالي يحترمونه».