جدد الريال السعودي ارتفاعه في سوق الصرف في مصر مع بدء موسم الحج بعد أن شهد فترة هدوء نسبى عقب انتهاء عمرة شهر رمضان المبارك . وصل سعر الريال في السوق السوداء إلى أكثر من 140 قرشا ، في حين يبلغ سعره المعلن في البنوك وشركات الصرافة 124 قرشا . من جانبه أوضح محمد الأبيض رئيس شعبة الصرافة بالغرفة التجارية بالقاهرة أن سعر الريال عاد للارتفاع مرة أخرى مع اقتراب موعد سفر الحجاج المصريين البالغ عددهم 65 ألف حاج لأداء فريضة الحج ، حيث وصل سعر الريال في سوق الصرف غير الرسمي إلى 140 قرشا للشراء و 138 قرشا للبيع، مقابل 130 قرشا للشراء و132 قرشا للبيع خلال الأسبوع الذي تلي شهر رمضان المبارك . وأضاف أن الوارد من الريال السعودي للسوق المصري تراجع حاليا نتيجة لضعف تحويلات المصريين العاملين بالمملكة وانتهاء موسم الإجازات .. مشيرا إلى انه من المتوقع أن يزيد المعروض نسبيا بعد انتهاء اختبارات نصف العام وعودة مجموعة من المدرسين والأسر المصرية لأداء إجازة نصف العام في مصر . وكان موسم عمرة رمضان قد شهد انتقادات مصرية حادة من عدد من خبراء المال والاقتصاد والكتاب بسبب الإقبال غير العادى من المصريين لأداء العمرة لأكثر من مرة مما أدى إلى تزايد الطلب على الريال السعودي والدولار الأمريكي في سوق الصرف المصري فارتفع سعرهما وتراجعت قيمة الجنيه المصري وانتعشت السوق السوداء . وقدرت مصادر بالبنك المركزي المصري أن حجم المسحوب من الريال السعودي خلال الشهر الماضي من البنوك وشركات الصرافة تجاوز مليار ريال . واستبعدت المصادر وجود عمليات لتخزين الريال حاليا لأن هذه الفترة تشهد رواجا موسميا وضغطا بسبب الزيادة المطردة في أعداد المعتمرين والحجاج ، علاوة على أن الريال متوفر في الأيام العادية . مشيرة إلى أن من يخزن الريال يبيعه خلال هذه الأيام وبالتالي لا توجد مبررات لتخزين الريال وقت الموسم، خاصة أن أسعاره تتراجع بعد ذلك. وأكدت المصادر أن تزامن ارتفاع الريال مع مشكلة الدولار لا يعني وجود علاقة بينهما، كما انه ليس من العملات الرئيسية المكونة لسلة النقد الأجنبي في مصر، وكذلك فان الطلب على الريال لا يمثل ضغطا على موارد الدولة من النقد الأجنبي وارتفاعه لا يؤثر على هذه الموارد . وأرجعت المصادر الزيادة في سعر الريال واختفاءه من السوق خلال الفترة الماضية بالممارسات الضارة التي تمارسها بعض شركات الصرافة للضغط على السوق وزيادة سعر الريال والتأثير على البنك المركزي من اجل الاستجابة لطلب شركات الصرافة بالسماح لها باستبدال الدولار بفائض العملات العربية والأوروبية لديها، بدعوى الحد من الارتفاع المستمر في أسعار العملات العربية وفي مقدمتها الريال السعودي أمام الجنيه ومحاصرة عمليات المضاربة بالدولار في السوق غير الرسمية. في الوقت نفسه حذر خبراء البنوك من استمرار ارتفاع الريال سنويا في موسمي العمرة والحج وطالبوا بوضع حلول عاجلة وحاسمة لمقابلة الطلب المتزايد على الريال خلال الموسمين وتوفيره في البنوك بكميات معقولة قبل بداية الموسم بفترة كافية، لأنه عندما تحدث وفرة في الريال يكون الطلب عليه اقل من العرض وبالتالي يهبط السعر.