لم تكن طوابير الانتظار الطويلة لمربي الماشية التي بدت خلال اليومين الماضيين تعبيرا عن قلة المعروض ، لكنها كانت زحاما وتسابقا إلى الشعير الأرخص بنسبة 38 % عن سعر السوق السائد . فقد تبيّن ل "الوطن" أن "الشعير" الذي يباع بالأسعار المنخفضة عند مستويات 33 ريالا للكيس، هو سعر منافس قدمته شركة مستوردة، ولم يكن هنالك أي تعميد رسمي من قبل جهات معنية حيال ذلك. ذلك ماقاله مدير المبيعات في "شركة الحبوب والأعلاف السعودية" طارق عوض في تصريح إلى "الوطن" أمس أن البيع بالأسعار المنخفضة عند مستويات 33 ريالا ً يأتي خدمة من قبل الشركة لصغار مربي الماشية في المملكة، مبينا أن الشركة اشترطت أن لا يزيد حمل السيارة الواحدة لمربي الماشية عن 10 أكياس. وقال عوض :" قررنا البيع بسعر 33 ريالا ً، وسنستمر في هذه الأسعار المنخفضة طوال أيام السنة الحالية دعما منا لصغار مربي الماشية في المملكة"، رافضا ً خلال حديثه التوضيح إن كانت الشركة تبيع بسعر أقل من التكلفة من عدمه. في حين أوضح عضو اللجنة الزراعية بغرفة الرياض إبراهيم الثنيان ل "الوطن" أن الأسعار الحالية في سوق الشعير لم تتغير عما كانت عليه خلال الأيام القليلة الماضية، مبينا أن المستوردين في سوق "الشعير" لم يصلهم حتى الآن أي قرار بخفض أسعار البيع النهائية، في ظل ارتفاع مستويات التكلفة. وعلمت "الوطن" من مصدر رسمي أنه لم يصدر حتى الآن أي تعميد رسمي من قبل وزارة التجارة والصناعة حيال خفض أسعار الشعير إلى 33 ريالا للكيس الواحد، وسط معلومات خاصة تشير إلى أن للشركة حرية البيع بالأسعار التي تراها مناسبة حتى وإن كانت أقل من سعر السوق. يذكر أن وزارتي التجارة والزراعة تدرسان إيجاد آلية خاصة تمنح الجمعيات التعاونية الزراعية فرصة استيراد الشعير من الخارج، وبيعه بأسعار تنافسية في السوق المحلية، تأتي هذه التحركات بصورة متسارعة مع ارتفاع الأسعار ووصولها لمعدل قياسي بلغ 54 ريالا للكيس الواحد. وكانت أسعار الشعير قد زادت بنسبة 83% عالميا بسبب نقص المساحات المزروعة والتطورات المناخية العالمية، ليرتفع طن الشعير من 180 دولارا بنهاية العام الماضي إلى 330 دولارا بنهاية الشهر الماضي.