اتهمت المعارضة السورية الميدانية قوات النظام بمواصلة انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين واشنطن وموسكو، وعد جيش الإسلام، أن الحرب في سورية لم تتوقف. وقال رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام وعضو الهيئة العليا للتفاوض، محمد علوش، إن هناك خروقات كبيرة من جهة النظام واحتلالا لمناطق جديدة واستخدام كافة أنواع السلاح لاسيما الطيران والبراميل المتفجرة في بعض المناطق وحشودا لاحتلال مناطق استراتيجية مهمة جدا. وأضاف أن المساعدات التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحاصرها الحكومة "لا تكفي 10 % من الحاجات المطلوبة وأكثر المناطق لم يدخلها شيء". في الأثناء، أكدت منظمات غير حكومية في واشنطن أن مدينة حلب شمال سورية في طريقها لأن تحاصر من قبل قوات الأسد، وقد تلقى المصير ذاته الذي لقيته مدينة سريبرينتسا البوسنية عام 1995، وذلك رغم اتفاق وقف القتال في سورية. واجتمع مسؤولون عن منظمات إنسانية منها أوكسفام وميرسي كوربس، والجمعية الطبية السورية الأميركية في واشنطن، وقال المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية زاهر سهلول: إن حلب ستكون سريبرينتسا القادمة، في إشارة إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم في البوسنة في يوليو 1995 بأيدي مليشيات صرب البوسنة. وأضاف أن الطريق الوحيد الذي يربط تركيا بحلب تم قطعه بالكامل من قبل مجموعة كردية سورية، حليفة لقوات الأسد، وقال إنه يخشى أن 300 ألف شخص في حلب سيعانون كما يعاني آخرون في سورية.
قصف دوما تعرضت مدينة دوما أبرز المدن التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لقصف جوي أمس، وذلك للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية، مما تسبب في مقتل شخص، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن طائرات حربية نفذت غارتين على أطراف مدينة دوما، مما أدى إلى مقتل شخص، مشيرا إلى أن هذه الغارات هي "الأولى على الغوطة الشرقية منذ سريان الهدنة في عدة مناطق". يأتي ذلك في وقت أنهت الأممالمتحدة استعداداتها لإدخال قافلة مساعدات إلى بلدة كفربطنا المحاصرة من قوات النظام في الغوطة الشرقيةلدمشق، في عملية هي الثانية منذ سريان اتفاق لوقف الأعمال القتالية قبل نحو أسبوع. وقال مصدر مسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن قافلة مساعدات في طريقها إلى كفربطنا لتسليم مساعدات لعشرين ألف شخص". وتتضمن قافلة المساعدات التي لم تنطلق بعد إلى داخل البلدة وفق المصدر مواد غذائية ولوازم طبية.
صعوبة استئناف المفاوضات أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، أن خرق الهدنة من قوات النظام وروسيا تجعل الظروف غير مواتية لاستئناف المفاوضات، مشددا على ضرورة رحيل الأسد في أي مرحلة انتقالية. وقال حجاب -في مؤتمر صحفي عقده أمس في باريس- إن النظام وحلفاءه من روسيا والميليشيات شنوا أكثر من 90 غارة جوية على مناطق المعارضة في الأيام السبعة الأخيرة. كما اتهم النظام وحلفاءه باستخدام صواريخ فراغية، وقنابل عنقودية، في أكثر من خمسين منطقة تسيطر عليها المعارضة التي وافقت على الهدنة رغم الملاحظات عليها. وأكد حجاب أنه لم يتحقق من الهدنة إلا اليسير، وأشار إلى أن النظام وروسيا لا يزالان يستخدمان سلاح التجويع والحصار المحرم دوليا. ولفت إلى أن المساعدات المحدودة التي دخلت إلى بعض المناطق كانت منتهية الصلاحية، أو تخلو من المواد الغذائية والطبية، كما حدث أمس في حي الوعر بحمص، وفق تعبيره. وطالب حجاب برقابة حقيقية وصادقة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في سورية، واتهم الولاياتالمتحدة بتقديم كثير من التنازلات لروسيا الداعمة للنظام السوري. وكانت تقارير إخبارية نقلت عن حجاب، أول من أمس، قوله إن هدنة وقف إطلاق النار على وشك الانهيار، ودعوته إلى "تدخلات دولية لردع النظام السوري عن جرائمه، والحد من العنف الذي لم يتوقف".