شهدت الجمعة الماضية نهاية فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، وكانت بحق تجربة ثرية وفعاليات كبيرة ومهمة لمناطق وطننا الغالي السعودية، ولكني هنا لي رأي شخصي وملاحظات واقتراحات تتعلق فقط بجناح المنطقة الشرقية المشارك في هذا المهرجان، لأني تمنيت أن تعكس المشاركة هوية المنطقة الشرقية وتراثها وثقافتها التي ميزتها عن غيرها من مناطق المملكة المترامية الأطراف، كما تمنيت أن القائمين على تنظيم بيت الخير بأن تفضلوا مشكورين بإبراز ثقافة البترول والطاقة وتأثيرها في الثقافة المحلية، حيث دخلت مثلا عدد من المفردات الأجنبية المحوّرة إلى لهجات أهالي المنطقة الشرقية منذ تدفق الذهب الأسود من بئر الخير بالظهران، وبدأت مراحل التحول التاريخية في حياة الناس اليومية، وتغيرت أساليب المعيشة بفعل خيرات هذه الأرض الطيبة، وتحققت نقلات سريعة استوعبها مجتمع مدن المنطقة الشرقية وتعايش معها أولاً بأول. وفي العقود الثمانية الماضية أصبحت نسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين في بلادنا على اطلاع ومتابعة واهتمام بأسعار البترول، وكل ما يؤثر عليها سواء العوامل السياسية أو الاقتصادية، ولكن نشأت ثقافة منقوصة عن النفط ومشتقاته عند كثيرا من أبناء المناطق الأخرى، فكل ما يعرفه الكثير أننا دولة بترولية غنية، ونصدر لأغلب دول العالم، وأن سعر البرميل مؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على المستوى المعيشي للناس، وعلى نمو أو تقلص مشاريع الدولة للبنية التحتية، وفي توسع الاستثمارات للدولة والمستثمرين داخليا وخارجياً. ورغم أن هذه المعرفة البسيطة جيدة، إلا أننا لم نبرزها بشكل لائق في بيت الخير لجناح المنطقة الشرقية ولم ننشر الثفافة البترولية على أوسع نطاق ممكن للزوار، والأهم من ذلك لم نقم بنشر ثقافة اقتصادية لتبعات التأثر بأسعار النفط انخفاضاً وصعوداً، على حياة الناس ومعيشتهم. أعتقد بأن جناح المنطقة الشرقية سيحقق نجاحاً لافتاً في المواسم القادمة للمهرجان متى ما حضر مزيد من التخطيط والاهتمام من قبل المسؤولين وعلى رأسهم المشرف العام على بيت الخير.