دائما ما يواجه المديرون العديد من التحديات في إدارة الموظفين، ولكن بعض المدراء قادرون على إدارة أقسامهم ببراعة وذكاء مما ينتج عنه تماسك بين الأفراد وزيادة إنتاجيتهم، نعلم جميعاً أن العديد من النزاعات قد تحصل في مجتمع العمل، ولكن المدير الجيد هو من يستطيع إدارة تلك النزاعات والتقليل بقدر المستطاع من أضرار النزاعات على الموظفين وبيئة العمل. قد يعتقد المدراء الجيدون الذين يعملون في بيئة محلية مع مرؤوسين من نفس البيئة والثقافة، أنهم قادرون على إدارة موظفين ذي ثقافات مختلفة، لكن الأمر أصعب بكثير من إدارة موظفين ذي ثقافة واحدة، فقد يفشل المدراء الجيدون في هذه المهمة. العولمة التي نعاصرها وترابط العالم وانفتاحه يجعل أي مدير عرضة لإدارة موظفين ذي ثقافات مختلفة، واختلاف الثقافات يجلب العديد من المميزات، فيمكن أن يستفيد الموظفون من اختلافاتهم بشكل إيجابي كالنظر إلى مشكلة ما من منظور مختلف، ولكنه أيضا قد يُحدث العديد من المشاكل، فعندما يتواجد اختلاف الثقافات في بيئة العمل، قد تنبع مشاكل كبيرة ومعقدة. قد يعتقد البعض أن المشاكل في إدارة الموظفين متعددي الثقافات، ينتج عن مشاكل التواصل بسبب اختلاف اللغات، ولكن في حقيقة الأمر يوجد العديد من مسببات المشاكل، مثل اختلاف المفاهيم، طرق التفكير، وغيرها. يجب على المدير أولاً تفهم وتقبل الاختلافات الثقافية وأن يكون متفتح الذهن لكل ما هو مختلف عن ثقافته، فإذا شعر بعض الموظفين بعدم تقبلهم وتفهمهم قد يتجهون للانطواء والانعزالية، مما يجعلهم غير قادرين على العمل مع زملائهم كفريق، بل قد يترددوا في التعبير عن أفكارهم لخوفهم من عدم تقبلهم. على المدير أن يكون حذرا وواعيا لتلك الاختلافات الثقافية، وينشر بين الموظفين التفهّم والتقبّل لبعضهم البعض بالرغم من اختلافاتهم، ولكي يشجع الموظفين ذوي الثقافات المختلفة على ذلك، عليه أن يبدأ بنفسه ليكون قدوة لهم. بعض الثقافات تتقبل النقد بشكل صريح وواضح ومباشر، وقد ينزعج هؤلاء الأفراد عندما لا يواجههم مديرهم بطريقة مباشرة، بينما هناك بعض الثقافات التي تشعر أن النقد الصريح والمباشر جارح ومحرج، مما يؤثر على علاقتهم بمديرهم في حال كان صريحاً ومباشراً بنقده لهم، لذلك على المدير اكتشاف أي فجوات ثقافية مبكراً، والبدء فوراً بتوضيحها للجميع وتوضيح كيفية التعامل معها، كما على المدير أيضاً الأخذ بعين الاعتبار تلك الاختلافات الثقافية عند اتخاذ القرارات. عدم التحيز للموظفين عامل مهم، فهذا قد يؤدي إلى تكوّن أحزاب وجماعات ثقافية غير رسمية، حيث تكون كل مجموعة مكوّنة من أفراد ذي ثقافة واحدة، منحازين لبعضهم البعض إذ ينظر كل حزب للآخر على أنه مختلف أو غريب. مثل تلك الجماعات الثقافية غير الرسمية ستؤدي إلى تفكك علاقات الموظفين، ولا تسل حينها عن الخلافات الكثيرة وتفاقم الفجوة. عندما يتواجد اختلاف الثقافات، لا يوجد طريقة محددة يتم اتباعها، فالثقافات كثيرة جداً ولا يمكن حصر جميع الاختلافات وتوضيح كيفية التعامل مع كل منها، لذلك يجب على المدير أن يكون متفتح الذهن ويقظاً دائماً ومستعداً للتدخل عندما يلزم الأمر، للتقليل من الفجوات الثقافية قدر المستطاع، واحتواء وحل أي مشاكل تنبع من الاختلافات الثقافية بأسرع وقت قبل تفاقمها. لذلك أيها المدير، فلتكن حذراً واعيا فطِناً منفتحاً مستعداً متقبلاً، ومحتوياً لأي اختلافات ثقافية بين الموظفين.