جسد 130 طفلا وطفلة من أبناء محافظة جدة، في أوبريت مسرحي، حمل عنوان "كان يا مكان" حلم الوحدة العربية، وحالة التشرذم والانقسام التي أصابت المشروع العروبي القومي. وبحسب مشرفة الحفل أميرة اليافعي في حديث خاص ل "الوطن" فإن الأوبريت حمل في طياته ثلاثة محاور وصفتها ب "المهمة"، هي :"تصوير وضع العرب قبل وبعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب تصوير الوضع العربي الحالي، وكذلك وضع تصور علاجي لعودة الوحدة العربية في عقول أبنائنا الناشئةً لأنهم من سيقودوننا لذلك الحلم بإذن الله". وقالت اليافعي - صاحبة الفكرة - إن إعداد وتجهيز الأوبريت استغرق ستة أشهر، مشيرة إلى أن الفكرة وليدة حالة الانقسام السياسي الذي شهدته المنطقة العربية منذ "نكسة 1967، في أعقاب هزيمة إسرائيل للجيوش العربية، والتي انتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان"، مشيرة إلى أن توحيد المشروع العربي هو امتداد لصالح مشروع الوحدة الإسلامية. الأوبريت الذي أقيم الخميس الماضي، بمقر جامعة عفت، وبرعاية وتنظيم من مركز المعالي النسائي، حاول توجيه رسالة واضحة لصناع القرار العربي بأن "ازدياد تفاقم الصراعات البينية بين الدول العربية، أفقدها وسطيتها بين باقي الشعوب، وأنها بحاجة إلى وقفة تأمل وتصحيح". وقد ارتدى الأطفال المشاركون في الأوبريت أعلام الدول العربية الاثنتين والعشرين، كما قدموا استعراضاً مسرحياً سلساً، تناول أهم القضايا الكبرى في المنطقة العربية، وقد أعقبه عدد من الفقرات الإنشادية التي صاحبت الحوار بين الماضي والحاضر، عبر سيدة مسنة (جدة) تحكي لأحفادها قيم العروبة التي استمدت قوتها من الإسلام، وكيف أصبحت اليوم، محاولة في حوارها مع أحفادها أن تحفز فيهم القيم الأصيلة المستمدة من تاريخنا العربي والإسلامي. وقد رأى الناقد المسرحي عمر الجاسر أن "الأوبريت" يحمل دلالة مهمة في تنمية الحس الوطني العربي، كما يعمل على تغيير الصورة النمطية السائدة عن الطفل السعودي، وأنه غير مكترث بقضايا أمته العربية والإسلامية. مضيفاً أن مثل هذه الأعمال الفنية الراقية تساهم في خروج الطفل من الثقافة السطحية إلى التفكير العميق الذي يسهم في تربيته وتأصيل الحس الوطني لديه إلى جانب الإحساس بالانتماء العربي. وطالب الجاسر مسؤ ولي القنوات الفضائية السعودية والعربية، بالاهتمام بعرض مثل هذه الأعمال، وعدم إبقائها محصورة لجمهور محدود من "الأطفال والنساء"، حتى تنتشر ثقافة الوعي الجماهيري في ظل الإحباطات التي تمر بالعرب.