أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان، أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي وليدة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والحصن الحصين لحماية الدعوة بمعلميها وطلابها وطالباتها، وكذلك حماية الدعوة والعقيدة المباركة لنشرها وبيانها لمن لا يعرفها. دعوة مباركة جاء ذلك خلال إلقائه محاضرة في جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- في الجامعة بعنوان "حماية الشباب من الأفكار الهدامة" أمس في الرياض. وأضاف أنها دعوة مباركة وعقيدة سمحة قائمة على الكتاب والسنة وليست قائمة على كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وحتى في مؤلفاته وكتبه كلها من كتاب الله وسنة نبيه، ولم يأت بعقيدة من عنده، وإنما هي عقيدة الرسل والخلفاء والتابعين والسلف الصالح. إبطال الشبهات قال الفوزان: "إن الجامعات الأخرى لا ننقصها هي الأخرى ولكن هذه الجامعة تخصصها العقيدة والحمدلله"، مبينا أن طلابها ورثة من سبقهم من العلماء، وسيعملون على القيام بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على أكمل وجه، إذ إنه إذا كان هناك تخصصات يحتاج إليها المسلمون وتساعدهم على قضاء أمور دنياهم مثل الطب والهندسة والعلوم فهي عبادة لله، وليس هناك مانع من الدعوة إلى الله، ونشر الدين الإسلامي على الوجه الصحيح، مخاطبا الطلاب بقوله: "ستقومون بإبطال الشبهات حول الدعوة إلى الله سبحانه وحول ما يقوم به المتشددون والمتطرفون الذين يشوهون صورة الإسلام والمسلمين". وأضاف "أنتم أبناء هذه الدعوة والعقيدة السمحة، وأنتم من تدافعون عنها بتعلم كتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم على الوجه الصحيح، لأنها قامت على الكتاب والسنة وليس على مذهب خاص، وهذا هو واجبكم تجاه دينكم وعقيدتكم السمحة". اجتماع بعد تفرق لفت الفوزان إلى أن هذه الدعوة نفع الله بها هذه البلاد، حيث إنها كانت متفرقة وأهلها متناحرون، وكانت كل مدينة لها حاكمها وناسها، ولكن بعد أن منّ الله عليها بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب المباركة، ووحد الله هذه البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، وأصبحت تحت لواء حاكم واحد عم السلام والألفة بين أبناء هذا البلد. وبين أن الدعوة لم تنتشر لغرض دنيوي أو سياسي ولكن لهداية، وهذا الذي سار عليه صحابة رسول الله، وسار عليه من بعدهم الخلفاء والأئمة وهذا الذي ستسيرون عليه ولن تنثنون عن هذه الدعوة ولا تنحنوا للتشدد والغلو، كما فعل الشواذ حيث إنهم صدوا عن سبيل الله، واتبعوا طريق الخوارج في القول والعمل، وإنهم لخاسرون ومنتهون كما انتهى الذين من قبلهم. وأشار الفوزان إلى أن ولاة الأمر يولون جل اهتمامهم وحرصهم على خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة الحجاج والمعتمرين، واصفا من ينقد العلماء والوزراء والأمراء في مواقع التواصل الاجتماعي بالخوارج، إذ لا يجوز انتقادهم على هذه المواقع، ومن يريد الانتقاد عليه مراسلتهم ومناصحتهم في السر وليس جهرا أمام الناس.