تعد المملكة العربية السعودية في نظر الكثرة الغالبة من بلاد العالم موطن المروءة والشهامة والكرم، لأنها تتحمل مسؤوليتها كاملة، في شرف نعتز به تجاه القضايا العربية والدولية، ولا تغلق الباب أبدا في وجه أحد، حتى أولئك الذين يجاهرونها أحيانا بالعداء والمكر. الحقيقة، أن المملكة تعمل –بكل إمكاناتها- على دعم أشقائها في كل المحافل الإقليمية والدولية، والوقوف إلى جانب الحق، وتحمل تبعات ذلك، انطلاقا من ثوابتها الراسخة في نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظلم، وأذكر هنا موقف الرياض المشرف -مع بقية دول العالم- في التصدي للمحاولات الخبيثة للإطاحة بالشرعية في اليمن الشقيق، يكشف بجلاء الدور المنوط بالمملكة كدولة لها دورها ومكانتها المحورية والمركزية في المنطقة. والمملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز –طيّب الله ثراه- ثم أبنائه الملوك من بعده، تعمل بدأب على نشر المحبة والسلام والتسامح، وتقديم الدعم والمساندة للجميع دون استثناء، فما من كوارث تحل ببلدة أو منطقة إلا وتكون المملكة في طليعة الدول التي تقدم الإغاثة والمساعدات الإنسانية، دون منّ أو رياء بل إرساء لقيم وأخلاقيات راسخة في هذا المجتمع الكريم. وفي هذا الصدد، لا بد أن نشير إلى الجهود المشكورة للملك سلمان بن عبدالعزيز، الساعية إلى تمتين العلاقات السعودية عربيا ودوليا، بما يمتلكه من قدرات قيادية ومواهب غير عادية في التعاطي مع كل القضايا المحلية والعالمية. والسعودية تستضيف سنويا ملايين المسلمين من كل أرجاء العالم، وتيسر لهم أداء مناسك الحج والعمرة، وتحرص على تهيئة كل السبل أمامهم لأداء الشعائر الدينية، في حالة من الروحانية الخالصة. وفي أكثر من مناسبة، عبرت المملكة عمليا على أنها دولة تؤسس لمجتمع متسامح يقوم على المحبة والود والتراحم بين كل أفراده، والدليل على ذلك وجود أعداد كبيرة من المؤسسات الخيرية والاجتماعية التي تُعنى بشرائح مجتمعية محتاجة أو مريضة أو معوزة. وأشيد بدور كثير من رجال الأعمال والميسورين في تقديم إعانات سخية بصورة دورية لفئات تحتاج إلى الدعم والمساندة. فالسعوديون مجبولون على الخير وحب العطاء حتى في فترات ما قبل الطفرة البترولية، كما أنهم حريصون على تأصيل سجايا الكرم والمروءة والشهامة وحب الخير والسعي إلى بث المودة والمحبة في نفوس الأجيال الجديدة، لتظل السعودية مملكة الخير والعطاء والضيافة والكرم والابتسامة.