بينما تشير تقارير إلى أن العراق بات من أكثر دول العالم فسادا وأقلها شفافية، شدد الرئيس، فؤاد معصوم في تصريحات، أمس، على أن بلاده في حاجة ماسة إلى دولة مؤسسات حديثة وحيوية لا إلى نظام محاصصة وتوزيع المناصب وفق القوى السياسية، مؤكدا أن تشكيل الأحزاب على أسس غير مذهبية كفيل بمغادرة المرحلة الفئوية، والتوجه إلى بناء ديمقراطية حقيقية. وبشأن ورقة الإصلاح التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي، نادى معصوم بضرورة أن يكون المرشحون للحقائب الوزارية المقبلة من الشخصيات الإدارية المعروفة بالكفاءة والنزاهة والاستقلالية، منتقدا في الوقت ذاته اعتقاد بعض الوزراء أن الوزارات أصبحت ملكا لأحزابهم. من جانبه، دعا رئيس الوزراء العراقي، أمس، البرلمان إلى منحه تفويضا عاما لإجراء التغيير الوزاري الشامل، مشيرا إلى أن "التغيير الوزاري المقرر سيكون شاملا، والوزراء المقترحون سيكونون من الوجوه الجديدة". وكان مئات العراقيين، احتشدوا مساء أول من أمس، وسط محافظة ذي قار، جنوب البلاد، مطالبين بإجراء تغيير شامل في العملية السياسية، واستبعاد كل القيادات التي فشلت في تحقيق إنجاز طوال ال12 عاما الماضية، فيما نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أمس، تحقيقا عن الفساد الإداري في العراق، استشهدت فيه بما قاله عضو لجنة النزاهة البرلمانية، مشعان الجبوري في وقت سابق، بأن "جميع الساسة في العراق فاسدون ولا أستثني نفسي، وأن الفساد بالعراق منتشر كالفيروس". أزمة مالية أشارت صحيفة الجارديان إلى أن العراق يواجه حاليا أزمة مالية بسبب تراجع أسعار النفط، مما دعا الحكومة إلى اتخاذ سياسة علنية لمحاربة الفساد، مضيفة أن الاهتمام الرسمي بدأ يتحول إلى ما قام به القائمون على الأموال العامة على مدى أكثر من 10 سنوات، مع عشرات المليارات من الدولارات التي ربما تكون على خلاف ذلك عازلة من مثل صعقة الميزانية. وتنبأت الصحيفة بأن العراق لن يكون قادرا على دفع رواتب كثير من موظفي الخدمة المدنية، أو الوفاء بتعهداته لبناء الطرق ومحطات الطاقة في السنة المالية المقبلة، إذا استمرت أسعار النفط العالمية في أدنى مستوياتها التاريخية، لافتة إلى أن الأزمة الراهنة جعلت العراق واحدا من الدول الخمس الأقل شفافية والأكثر فسادا في العالم. ونقلت الصحيفة عن وزير المالية العراقي، هوشيار زيباري، قوله إن واحدة من أبرز قضايا الفساد في البلاد هي قضية الجنود الوهميين، في إشارة إلى تخصيص رواتب لعناصر في الحشد الشعبي ليس لهم وجود حقيقي، بحيث تذهب تلك الرواتب إلى مسؤولين في الجيش والحكومة.
انتفاضة الفلوجة اندلعت في قضاء الفلوجة بشرق محافظة الأنبار، أول من أمس، اشتباكات مسلحة في منطقة الحي العسكري والجولان بين أبناء العشائر وعناصر تنظيم داعش، بينما تواصل القوات الأمنية تقدمها نحو المدينة من محور العامرية. وأفاد القيادي في حشد عشائر الأنبار، العقيد شاكر محمود في حديث إلى "الوطن"، بأن المئات من أبناء عشائر جميلات والبوعيسى والعبيد داخل قضاء الفلوجة سيطروا على الحي العسكري ونشروا القناصين فوق المباني، موضحا أن تنظيم داعش تكبد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وأن معظم قياداته هربت نحو جزيرة الخالدية.