تعهد الرئيس السوداني عمر البشير ب"رعاية وحماية" الاستثمارات السعودية في بلاده، وتهيئة مناخ الاستثمار لرؤوس الأموال العربية. جاء ذلك خلال افتتاحه أمس في الخرطوم "ملتقى السودان للاستثمار" الذي تنظمه وزارتا المالية والاستثمار بالشراكة مع الصندوق السعودي للتنمية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات. الأمن الغذائي وأبدى الرئيس السوداني التزام حكومته بمبادرة الأمن الغذائي العربي التي تبنتها الجامعة العربية العام الماضي، وتشمل خططها تمويل الصناديق العربية لمشروعات زراعية في السودان، علاوة على تنفيذ توصيات الملتقى. وتخلل حفل الافتتاح توقيع اتفاقية الحصاد المائي بين وزارة المالية في السودان ممثلة بالوزير بدر الدين عباس، وصندوق التنمية السعودي ممثلا بمديره العام يوسف البسّام، كما تم تقليد وسام النيلين من الطبقة الأولي لكل من رئيس مجلس إدارة شركة جنان للاستثمار محمد بن راشد العتيبة، ورئيس مجلس إدارة مجموعة الراجحي سليمان بن عبدالعزيز الراجحي، وذلك تكريما لجهودهما الاستثمارية في السودان.
موارد هائلة ودعا البشير المستثمرين العرب إلى الاستفادة من موارد السودان الهائلة من الأراضي الخصبة والمياه الوفيرة والثروة الحيوانية والمعدنية، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي الذي يربط بين تجمعات سياسية واقتصادية في إفريقيا، مشيرا إلى سن حكومته قوانين ولوائح وإجراءات لتهيئة مناخ الاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري مع الدول العربية والإسلامية والأفريقية. وامتدح البشير تعاون بلاده مع المملكة العربية السعودية قائلا "نثمن جهود الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله الذي كان خير شريك لنا في الاستثمار، ونؤكد رعايتنا وحمايتنا للاستثمارات السعودية وإعطائها الخصوصية التي تستحقها". التحويلات المصرفية من جهته أكد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ل"الوطن"، أن هناك جهودا مبذولة لتذليل العقبات التي تواجه التحويلات المصرفية ما بين المملكة والسودان، مبيناً أن المملكة ستكون حاضرة في جميع المنتديات والملتقيات الاقتصادية بالسودان وذلك بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، والذي يحرص بأن تدعم التنمية الاقتصادية بالسودان، مشيراً إلى أن هناك شركات سعودية تعمل منذ فترة زمنية طويلة في زراعة الحبوب والأعلاف وغيرها بالأراضي السودانية ونحتاج إلى جهود إضافية خاصة من السودان لتذليل كل العقبات التي تواجه المستثمرين السعوديين.
تشجيع الاستثمار وأضاف العساف أنه تم اتباع عدة محاور لتشجيع الاستثمار بين البلدين، أهمها الجهود التنموية التي يقوم بها الصندوق السعودي للتنمية خاصة في قطاع البنية التحتية وقطاع توليد الكهرباء والمياه، والمملكة تشجع الاستثمار السعودي في السودان، موضحاً أنه بعد زيارة رئيس الجمهورية إلى المملكة ولقائه بخادم الحرمين الشريفين تم الاتفاق على وضع أسس ثنائية بين البلدين فيما يتعلق بالجانب الاستثماري وتذليل كل العقبات التي تواجه المستثمرين السعوديين في السودان.
تدفق رؤوس الأموال وقال وزير المالية السعودي إبراهيم العساف خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الذي تشارك فيه نحو 60 من الشركات والصناديق العربية أن المملكة عازمة على "زيادة تدفق رؤوس الأموال وتطوير الاستثمارات المشتركة مع السودان، داعياً رجال الأعمال في المملكة إلى النظر في فرص الاستثمار في السودان وبناء شراكات استثمارية فعالة. المملكة ثاني أكبر شريك للسودان يذكر أن المملكة ثاني أكبر شريك تجاري للسودان بعد الصين وأكبر مستثمر عربي، وتتوقع الحكومة السودانية ارتفاع الاستثمارات السعودية لنحو 15 مليار دولار العام الحالي. وتبلغ الاستثمارات السعودية حاليا نحو 11 مليار دولار ما يساوي تقريبا ربع الاستثمارات الأجنبية التي تبلغ 42 مليار دولار وفقا لبيانات وزارة الاستثمار. وقبل أسبوعين أعلن البشير عن تشكيل مجلس لرعاية الاستثمارات السعودية لكن لم تكشف بعد تفاصيل هيكلته، كما وقعت الرياضوالخرطوم في نوفمبر الماضي حزمة اتفاقيات تمول بموجبها السعودية مشاريع سودانية تزيد كلفتها عن مليار دولار، وذلك بحضور الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس البشير. الاستثمارات السعودية في السودان بلغ حجم التبادل التجاري أكثر من 4 مليارات ريال سعودي الصندوق السعودي للتنمية يمول أكثر من 20 مشروعا بقيمة تفوق الملياري ريال سعودي. ارتفاع الاستثمارات السعودية في مجال الزراعة توقيع اتفاقيتين في 2015 لتوريد مشتقات بترولية بمبلغ 100 مليون دولار مدخلات زراعية بمبلغ 75 مليون دولار