فيما تتسارع خطوات القوات الموالية للشرعية باتجاه استعادة العاصمة، أشارت مصادر داخل جماعة الحوثيين المتمردة إلى وجود خلافات كبيرة بينها وبين طاقم السفارة الإيرانية في صنعاء، على خلفية اتهام الأخيرة بالتراجع عن تعهداتها بتوفير الدعم المادي للجماعة بعد اجتياحها صنعاء، واستلامها مقاليد الحكم. وكانت شخصيات قيادية كبيرة في جماعة الحوثيين أطلقت خلال الأيام الماضية تصريحات مناوئة لإيران، واتهمتها بالتسبب في الأزمة المالية الطاحنة التي تعانيها، والتي وصلت حد العجز التام عن توفير رواتب الموظفين والعسكريين، طوال الشهرين الماضيين، مما تسبب في وجود تململ كبير، وانشقاقات في صفوف المقاتلين. كما تراجعت طهران عن توفير المشتقات البترولية للانقلابيين. استفزازات وأكاذيب كان لافتا تصريح رئيس ما يسمى ب"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، بأن اليمن "لن يكون لطهران"، وأعقبه بتصريح بعد أيام قلائل، انتقد فيه تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بأن صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي تدخل ضمن المشروع الإيراني، قائلا: إن تلك التصريحات "مثَّلت استفزازا لدول الخليج كما استفزت اليمنيين". كما انتقد القيادي الحوثي محمد العماد، طهران قائلا: إنها بعد أن كذبت بادعاء تعرض سفارتها لقصف من طيران التحالف، تكذب أيضا بادعاء دعمها الجماعة، رغم نكوصها عن تعهداتها. وإزاء تفشي الخلافات بين الجانبين، شهدت الأيام القليلة الماضية تطورا كبيرا على صعيد تدهور العلاقة بين السفارة الإيرانية والانقلابيين، إذ غادر عدد كبير من الطاقم الدبلوماسي الأراضي اليمنية عائدا باتجاه طهران، وقال المصدر إن طائرة روسية، كانت وصلت أول من أمس إلى مطار صنعاء الدولي، وإن عددا من منسوبي السفارة غادروا على متنها. إفشال مفاوضات السلام استنكر نائب الرئيس ،رئيس الوزراء، خالد بحاح، تدخل إيران السافر ودعمها الجماعات الحوثية لتخريب اليمن٬ مؤكدا أن الدور السلبي لطهران في اليمن بات واضحا للجميع٬ وأنها السبب في إفشال كل محاولات التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وقال في تصريحات صحفية "ذهابنا إلى الحوار مرتين في جنيف، كان من منطلق إثبات تمسكنا بالأهداف الأخلاقية والوطنية٬ وللعمل على إيقاف الحرب، واللجوء إلى لغة الحوار والسلام، إلا أن هذه اللغة للأسف تفتقر إليها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، إلى جانب أنهم لا يمتلكون قرارا ولا رؤية لإنقاذ اليمن، فقرارهم في أيدي طهران التي لا تكترث للأزمة الإنسانية في اليمن، ولا يهمها غير الحفاظ على مصالحها الخاصة. وأكد بحاح العزم على الاستمرار في العملية السياسية بالتوازي مع العمليات العسكرية التي من شأنها أن تعزز وجودهم السياسي لطرد الميليشيات الحوثية، ووقف العبث الإيراني في اليمن، وقال "نقترب من صنعاء٬ ونمتلك وجودا مباشرا وغير مباشر فيها، وسنواصل بالروح والهمة نفسيهما اللتين سلكنا بهما درب التحرير نحو إعادة التنمية والبناء، في إطار منظومة التعاون الخليجي".