في دورة عملية جديدة، أُسدل الستار على تشكيلة مجلس أبها البلدي، تلك التشكيلة التي أريد لها أن تكون مزيجا مما يطلبه المشاهدون، ممثلا في نتائج الصندوق وأحكامه، ومما فرضته أمانة عسير -وفق ما يخولها النظام- من اختيارها أعضاء سابقين حال عليهم الحول عشر مرات. أحد الظرفاء الأبهاويين علق على هذه التشكيلة قائلا: إنها التشكيلة الأمثل والأجمل والأحلى، فهي تمزج بين الشباب ممثلين في الوجوه المنتخبة الجديدة، وبين الخبرة ممثلة في رئيس المجلس السابق وبعض رفاقه السابقين. هذا المزيج أو هذه التشكيلة أراد لها صانع القرار البلدي أن تنصهر بكامل مكوناتها، وتبوتق في شكل جديد من العمل، يسمح لهذا المجلس أن يكون عند مستوى رغبات المواطنين وتطلعاتهم. ما الذي حصل؟ ما إن امتزج المكونان القديم والجديد حتى بدأت حرب التصريحات بين المكونين، فالجدد يرون أن المجلس مجلسهم والزمن زمنهم والتجربة تجربتهم، والقدامى يرون أنهم أصحاب الدار والأعرف بدهاليزه ومداخله وأسواره. تخطت وجهات النظر محيط المجلس وكسرت جدرانه، وفاجأتنا الصحافة بسجال بين "كابتني" الجيلين القديم والجديد، كل فريق يحاول أن يرمي التقصير في ساحة الآخر، ويؤكد علو كعبه هو وجيله وأحقيته في قيادة العمل البلدي في أبها البهية. المواطن ينتظر منجزات هذا المجلس، والمنجزات ما زالت مجرد شعارات تحضر في المجالس الخاصة وأيام الحملات الانتخابية، البعض من أعضاء هذه المجالس المختلفة في جميع الأنحاء خذل المواطن، وخذل الفكرة، وأصبحت هذه المجالس عبئا على حراكنا التنموي والإداري. شخصيا لا أؤيد إعادة تعيين عضو سابق، فهذا فيه تكريس للرتابة والتقليدية، إضافة إلى أن هذا العضو ليس لديه جديد يقدمه لتجربة عاشها أكثر من عشر سنوات، هو يراها عشرا سمانا بالمنجزات والإصلاحات، فيما السواد الأعظم من الناس يرونها عشرا عجافا مليئة بالنمطية والعشوائية وخذلان المواطن والفكرة والتجربة. الفرقاء في مجلس أبها على موعدين، إما إلى كلمة سواء تعيد ثقة المواطن في المجلس، أو مسرحية اختلاف وجهات النظر المزعومة، والتي ستحيل المجلس إلى مركاز للأنس والسمر، أو ساحة لتصفية الخلافات.