قبل ظهور الإعلام كانت الجهات المؤثرة على سلوك المجتمع مقصورة على البيت والمحيط ثم المدرسة. وعند دخول الإعلام برز دوره الذي تمثل في اقتباس سلوكيات المجتمع وإظهارها كمادة إعلامية درامية بطابع نقدي وفكاهي. تميزت هذه المواد الإعلامية بالحشو في الأحداث وكثرة التسلسل مما يستدعي المشاهد أن يستغرق وقتا أطول حتى يصل إلى الحبكة، كما أن هذه المواد الإعلامية ذات كلفة باهظة في التجهيز والإعداد، والاحتياج لشخصيات أكثر، والتفرد في العرض. لم تستمر هذه الظاهرة طويلا، فبديلها المقاطع الحديثة التي تميزت بالتركيز وعدم الحشو في الأحداث، مع شخصيات محدودة، وكلفة أقل. ولمسايرتها احتياجات العصر التقني الحديث لاقت إعجابا واسعا، وأخرجت مواهب الشباب في الإخراج، وأبرزت نجوما وجماهير. بعد هذه المقارنة بين مرئيات الماضي والمرئيات الحديثة فإن كل المؤشرات تشير إلى الإعلام الحديث بالهيمنة على الإعلام التقليدي. ومن هنا فإن أهمية الإعلام الحديث ترفع نجوم الإعلام الحديث ومخرجي الأفلام القصيرة إلى تحمل المسؤولية في النشر لا سيما أن كافة طبقات المجتمع بإمكانها مشاهدة أعمالهم.