طالب المحلل العسكري السعودي العميد متقاعد إبراهيم آل مرعي بالتجنيد الإجباري للشباب، نظرا لأهميته في الوقت الحالي، الذي تواجه فيه المملكة تهديدات إقليمية، إضافة إلى فوائده الكبيرة على الدولة والمجتمع. وقال في تصريح إلى "الوطن" أنه سيكون في السعودية إعادة نظر كاملة وتقييم للقوات المسلحة الحالية كقوات محترفة، كما سينظر إلى التجنيد الإجباري كاحتياج حتمي. مواجهة التهديدات قال آل مرعي: عندما نتابع التهديدات التي تحيط بالمملكة ودول الخليج والعالم العربي والمساحة الجغرافية للمملكة، فإن التنجيد الإجباري أصبح أمرا حتميا، معربا عن اعتقاده بأن الدولة ستشرع في هذه المسألة، ولكن قد يكون هناك فترة انتظار حتى يتم الانتهاء من التقييم. وأكد أن التجنيد الإجباري سيسمح بتأهيل أبناء الوطن لمواجهة أي مخاطر محتملة، خصوصا إذا ما لاحظنا تغييرا في توجهات الدول العظمى، خصوصا الولاياتالمتحدة الأميركية، التي كانت تعد حليفا استراتيجيا للمملكة، ولا يمكن للمملكة أن تعول على وقوف الولاياتالمتحدة الأميركية أو أي دول إقليمية معها في أزماتها المستقبلية.
فوائد التجنيد أضاف آل مرعي: نحن لدينا علاقات ممتازة مع دول الخليج والدول العربية والإسلامية، وتحالفات آخرها التحالف الإسلامي العسكري، ولكن ذلك لا يلغي أهمية أن يكون هناك تأهيل لأبناء المملكة لاستدعائهم عند الحاجة، وتوزيعهم على الوحدات بناء على التدريب الذي حصلوا عليه، وسيتم توزيعهم على المناطق العسكرية المعتمدة في تشكيل القوات المسلحة بعد تدريبهم وتأهيلهم. وأشار إلى أن التجنيد الإجباري ستكون له فوائد كبيرة جدا، كدعم للقوات المسلحة عندما يكون هناك ارتفاع في الحالة الأمنية والدفاعية، وسيكون هناك تأهيل للشاب السعودي على التعامل مع ظروف الحرب، واستشعار جميع الأسر السعودية لأهمية مشاركة أبنائها في الدفاع عن الوطن وقتما تستدعي الحاجة ذلك. كما سيكون للتجنيد الإجباري آثار إيجابية أمنية ودفاعية واجتماعية، خصوصا إذا نفذ بشكل جيد، ويلبي احتياجات القوات المسلحة.
فتح التطوع اقترح رئيس فرع الاستخبارات بالقصيم سابقا العقيد متقاعد خالد بن بجاد الميموني فكرة فتح باب التطوع، مؤكدا أنها كانت سابقة ناجحة. واقترح الميموني تخصيص حوافز للملتحقين بدورات التطوع، ومنها منح العاطل منهم أولوية في التوظيف، أما الموظفون فيحصلون على نقاط ويتعلمون خلال الدورة متى وكيف يتم استدعاؤهم والخطط الأولية لعملية تثقيفهم لاكتساب خلفية في مواجهة الأزمات، وتقدم للطلاب محاضرات لتوضيح سبب خوض الدولة الحرب الحالية، كما تضاف لهم مادة عسكرية يتعلمون خلالها أصول الحرب لتحفيزهم على أهمية الدفاع عن الوطن ومقدراته.
مطلب شرعي أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ علي حكمي ل"الوطن" أن التجنيد الإجباري أو التجنيد في إعداد القوة وحماية الدين والوطن أو البلد أمر مطلوب شرعا، وعلى ولي الأمر أن يجتهد في إعداد القوة اللازمة لحماية البلاد والدين والوطن من الاعتداءات، موضحا أن هذه القوة التي يعدها ولي الأمر تكون بناء على معرفته هو ومن يستشيره من أهل الخبرة والمعرفة، وبناء على أحوال البلد والناس، فإذا اقتضى الأمر أن يكون هناك تجنيد إجباري ودعوة الشباب وإلزامهم بدخول المجال العسكري، فتجب طاعة ولي الأمر في ذلك، واقتضاء ذلك يرجع إلى ما يراه ولي الأمر من المصلحة التي تتحقق في هذا، فالأمر خاص بمن ولاه الله أمر المسلمين.