للمرة الأولى في التاريخ السياسي الفرنسي، وقبل موعد الانتخابات الرئاسية العام المقبل، قررت أحزاب اليمين واليسار العمل بنظام الانتخابات التمهيدية داخل كل حزب، حيث يتقدم مرشحان أو ثلاثة، وتجري انتخابات حزبية داخلية، ينتخب في نهايتها أعضاء الحزب الشخص الفائز والأجدر لخوض معركة الرئاسة في مواجهة الأحزاب الأخرى، وهي طريقة تشابه النظام المتبع في أميركا. وتتبارى هذا العام الأحزاب الثلاثة الرئيسية في فرنسا: حزب الجمهوريين، بمرشحيه الثلاثة، الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه، ورئيس الحكومة الأسبق فرانسوا فيون، والحزب الاشتراكي، بمرشحين اثنين على الأرجح، هما الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، ورئيس الحزب، جان كامباديليس، وحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي حسم فيه الأمر بترشيح رئيسته ماري لوبين، وعلى الأرجح لن تكون هناك انتخابات داخل هذا الحزب. من أجل دولة قوية أطلق آلان جوبيه حملته الانتخابية بشكل رسمي، عبر كتاب صدر أخيرا تحت عنوان "من أجل دولة قوية"، يتحدث فيه عن الوسائل والآليات التي سيستخدمها لحفظ الأمن القومي الفرنسي ومحاربة الإرهاب، ويطرح مشروع خطة شاملة لتعزيز نظام الاستخبارات تسمح بالاستثمار في التكنولوجيات الحديثة والقياسات الحيوية للتعرف على هوية الأشخاص، وتحليل السلوك وتجريم الدخول على المواقع المتطرفة، والعمل على تنفيذ الأحكام القضائية، وتحسين ظروف السجون، مبديا تأييده لقانون الطوارئ الذي أقره هولاند في فرنسا بعد هجمات 13 نوفمبر الماضي. ويعالج جوبيه في كتابه موضوعات البطالة والعدالة الاجتماعية والهجرة، طارحا استراتيجيته حول قضايا هي الأكثر إشغالا وخصوصية لدى المواطن الفرنسي في المرحلة الراهنة.