بات واضحا الآن لدى متابعي الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا أن مارين لوبين زعيمة حزب"الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف ترغب فعلا في أن تكون قاطرة أحزاب المعارضة بعد السادس من الشهر الجاري موعد الدورة الثانية. وهذا ما أكدت عليه في أعقاب الدورة الأولى وألمحت إليه مرارا عديدة في خطابها الذي ألقته أمام أنصارها في باريس. وأكدت أنها لاتثق بنيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند وبالتالي فإنها ستصوت بورقة بيضاء خلال الدورة الثانية يوم الأحد المقبل داعية ضمنا أنصارها للنسج على منوالها.وبدت لوبين ضمنا واثقة من أن إمكانية فوز هولاند على ساركوزي محتملة جدا حيث قالت متحدثة عن حزبها "إن انتصارنا حتمي والسنوات التي تفصلنا عن الورشة المتمثلة في إصلاح فرنسا تعد على أطراف أصابع اليد الواحدة. وبالتالي فليست أمامنا انتخابات رئاسية لأنها انتهت في الثاني والعشرين من شهر أبريل الماضي". وتكمن صعوبة كسب أصوات ناخبي اليمين المتطرف في الدورة الثانية بالنسبة إلى المرشحين المتبقين إلى الدورة الثانية في الحرص في الوقت ذاته على كسب مزيد من هذه الأصوات التي بلغت قرابة ثمانية عشر بالمائة من أصوات ناخبي الدورة الأولى وفي حشد أصوات الأنصار التقليديين أي أصوات اليسار وحماة البيئة بالنسبة إلى هولاند وأصوات اليمين التقليدي بالنسبة إلى ساركوزي. وقد حرص هولاند مرشح الحزب الاشتراكي بشكل واضح على تجنب البقاء في باريس لتجنب المشاركة في احتفال النقابات العمالية بعيد العمل. ولكنه انتهز الذهاب إلى مدينة نيفير الواقعة وسط البلاد في إطار الاحتفاء بمرور تسعة عشر عاما على وفاة بيار بيريغيفوا رئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران لحشد أنصار اليسار والإشادة بالنقابات على عكس نيكولا ساركوزي. ودافع هولاند عن أطروحات تدافع عنها أحزاب اليسار والنقابات العمالية ومنها حق المهاجرين في المشاركة في الانتخابات البلدية، وقال أمام أنصاره "لماذا نريد أن نجعل من الأجنبي المهاجر المقيم في فرنسا موضوعا أساسيا في الانتخابات الرئاسية؟ أقول لا لهذا الطرح ذلك أن الموضوع الأساسي المطروح اليوم يتمثل في البطالة والقدرة الشرائية والتصدي لعدم المساواة". وحرص ساركوزي الرئيس المنتهية ولايته على الدفاع بقوة عن كثير من الأطروحات التي من شأنها السماح له بالحصول على جزء هام من أصوات اليمين المتطرف. وشدد خلال لقاء مفتوح في الهواء الطلق في باريس مع أنصاره على ضرورة الدفاع عن العلاقة القوية الموجودة حسب رأيه بين الهوية الفرنسية والهوية الأوروبية قائلا :"لا بد من حدود لأوروبا لا للانغلاق على نفسها ولكن لفرض نفسها على العالم ولتوضيح علاقاتها مع الآخرين فهناك حضارة أوروبية نريد الدفاع عنها وهناك نموذج أوروبي نرغب في الحفاظ عليه. وهناك إنسانية أوروبية لا نريد ان تذوب في عالم بلا مبادئ ولا قواعد وبلا ضوابط وحدود".