بعد ترقب ساد الدوائر السياسية في لبنان، حول موقف حزب الله من المبادرة التي أعلنها رئيس الوزراء الأسبق وزعيم رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، لانتخاب النائب سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية، أعلن الحزب، أمس، رفضه للمبادرة، التي فسرها مراقبون بأنها لا تتفق مع موقف الحزب الداعم لرئيس تكتل التغيير والإصلاح، ميشال عون بعد أن وعده بالمنصب الرئاسي. وقال المراقبون، إن رفض المبادرة من حزب الله تتسق ورغبته في عدم الاستعجال بإنجاز الاستحقاق الدستوري، لمشاركته في القتال إلى جانب قوات الأسد في سورية، فضلا عن تدخلاته في اليمن والعراق، وفقا للأجندة الإيرانية. وأضافوا أن حزب الله يريد رئيسا للجمهورية يتناسب مع خريطة توازنات جديدة يرسمها مع إيران، وأنه في ظل استحالة تحقيق ذلك لم يجد سوى الوقوف في المنتصف، باعتباره غير معني بإقناع عون بالتنازل عن ترشيحه، كونه في الأساس لا يريد إجراء الانتخابات في الوقت الحالي. من جانبه، قال المحلل السياسي سيمون أبو فاضل، إن عون لن يتنازل عن ترشيحه لصالح فرنجية، لاختلافهما في المواقف سواء في التمديد لمجلس النواب أو الحكومة، أو قانون الانتخابات، رغم انتمائهما إلى نفس الخط السياسي والاستراتيجي في فريق الثامن من آذار، إضافة إلى شعور عون "بأنه الأحق بهذا المنصب". في سياق متصل، وصف عضو كتلة "المستقبل"، النائب أمين وهبي، حزب الله بأنه يدافع عن مصالحه الفئوية والحزبية وبالتالي عن مصالح إيران كي تبقى هذه الورقة اللبنانية أداة ضغط في يد القيادة في طهران تفرج عنها ساعة تشاء. وتابع وهبي في تصريحات صحفية "الشيء الغريب هو قول الحزب بأن خياره هو العماد ميشال عون فقط، فهنا يجب أن نتساءل أين مصالح اللبنانيين؟ مع العلم أنه من حق "حزب الله" أن يكون لديه مرشح يدعمه ويتماهى معه في السياسة وفي المعركة الانتخابية. ولكن ليس حقا دستوريا ولا ينم عن مسؤولية وطنية ولا ينفع مصالح اللبنانيين عندما يقول "الحزب" إنه إما العماد عون هو الرئيس أو سنعطّل الاستحقاقات الدستورية وشلّ المؤسسات، فإذا اعتبر أنه له الحق في دعم هذا المرشح، فمن أعطاه الحق أن يعطل الأمور الدستورية".