أكد عضو كتلة "المستقبل" اللبنانية النائب غازي يوسف أن الجدية في طرح اسم الوزير السابق سليمان فرنجية للرئاسة "خرق إيجابي"، مشدداً على أن طرح الرئيس سعد الحريري لاسم سليمان فرنجية "ليس تنازلاً لمبادئ ثورة 14 آذار بل هي حماية لها وحماية للبنان أولاً". وأوضح في حوار مع "اليوم" أن "ترشيح فرنجية لم يأت لإحراج "حزب الله" ولكن لإعطائه فرصة جديدة بإعادة النظر بترشيحه للعماد ميشال عون". ورأى أن "التسوية الشاملة انطلقت في المنطقة"، جازماً بأننا "أصبحنا على قناعة بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيرحل وهو في طريق الخروج من سوريا". وهنا نص الحوار: ترشيح فرنجية يبدو أن هناك تطورات هامة في الملف الرئاسي فيما خص الجدية في طرح اسم الوزير السابق سليمان فرنجية، فكيف تقرأ هذه التطورات، وهل سيتبنى الرئيس سعد الحريري هذا الترشح كما يتردد؟ إنه خرق إيجابي في ملف رئاسة الجمهورية، فمنذ أكثر من سنة ونصف وهذا الملف يراوح مكانه، كما أنه بات واضحاً جداً أن الهيئة العامة في مجلس النواب لن تلتئم لانتخاب أي من الأسماء المطروحة اليوم، أي العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، لذلك ارتأى الرئيس الحريري أن يكون هناك خرق في هذا الملف من خلال طرح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية واعتقد أنه تمكن من فتح المجال للحوار الجدي الذي يؤدي إلى ذهاب النواب إلى المجلس وينتخبون رئيس للجمهورية بعد اتفاق الأقطاب السياسيين خلال جلسات الحوار على الأسس التي يجب أن تكون مفروضة على الجمهورية اللبنانية في ظل هذا التطور الجديد مع الرئيس إن كان إن شاء الله سليمان فرنجية. لا يزال هناك مجال للحوار لتطوير موقع الرئيس سليمان فرنجية إذا أصبح رئيساً. هناك ملفات ساخنة يجب الاتفاق عليها منها حماية لبنان والحرب في سوريا والإرهاب وقانون الانتخاب وشكل الحكومة، إضافة إلى الملفات الأساسية كسلاح "حزب الله"، بالإضافة إلى ملفات أخرى يستلزم التحاور بها ليتم الاتفاق عليها. إذا صدق الكلام حول تسوية فرنجية، هل هذا يعني تنازل الحريري عن مبادىء ثورة 14 آذار أو أنها ترجمة لها؟ بالتأكيد، إنها حماية لمبادئ ثورة 14 آذار وحماية للبنان أولاً على أن يأخذ من المرشح سليمان فرنجية ضمانات تضمن لكل اللبنانيين المستقبل الأفضل. انطلاق التسوية الشاملة هل بإمكاننا القول، إن انتخاب رئيس في لبنان إشارة إلى أن التسوية الشاملة ستنطلق في المنطقة؟ لقد انطلقت التسوية الشاملة في المنطقة، فهناك تغييرات تحصل في سوريا مع التدخل الروسي على خط العمليات العسكرية، ومع ترجيح قوى عالمية للقضاء على الإرهاب والخروج من السلطة أو من المحور الإيراني الذي كان هو المحور العام في سوريا، لذلك هنالك مبادرات إيجابية في المستقبل القريب، إن شاء الله. سبق وأن ردد جميع الفرقاء تمسكهم بانتخاب رئيس توافقي هل فرنجية توافقي ومن يتمسك برفضه؟ إننا بانتظار بلورة موقف المرشح سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية حيال التطورات التي سبق وذكرتها ومنها حيادية لبنان وتمسكه بمبادئه، لهذا باختصار علينا أن ننتظر قليلاً فالحوار يبلور هذه الأمور وأعتقد أن الأمور تسير على قدم وساق وستكون إيجابية. إحراج "حزب الله" ومصير عون ألا تعتقد أن تبني الحريري ترشيح فرنجية رسمياً يحرج "حزب الله" الذي يتبنى ترشح الجنرال ميشال عون؟ لم يأت الترشيح لإحراج "حزب الله" ولكن لإعطائه فرصة جديدة بإعادة النظر بترشيحه للعماد ميشال عون. *شعار "أنا أو لا أحد" يعود إلى الواجهة من جديد، فلماذا فرنجية وليس عون فالاثنان من قوى 8 آذار؟ ليس الموضوع فرنجية أو عون، فالاثنان من قوى 8 آذار ولكن نحن كفريق 14 آذار متمسكون باتفاق الطائف، وفي هذا التمسك يلاقينا النائب سليمان فرنجية كما أنه يؤيد تطوير هذا الاتفاق، أما بالنسبة إلى عون كان ولا يزال ضد هذا الاتفاق الذي أعطانا الدستور من جديد، لهذا هنالك مخاوف جديّة لدينا من موقف الجنرال عون تجاه اتفاق الطائف. ألم يظهر وكأن عون هو الشخص المخدوع وذلك في رهاناته على "حزب الله"؟ لمَ عليه أن يكون مخدوعاً، فالقضية ما هو مستطاع فالسياسة هي فن المستطاع، فإن لم يستطع "حزب الله" بعد سنة ونصف من تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية بتمسكه بترشيح الجنرال ميشال عون، وبالنسبة إلى شعار "عون أو لا أحد"، على عون أن يعلم أن رئاسة الجمهورية هي لكل أحد. كيف سيرضي "حزب الله" حليفه عون؟ وماذا عن الحليف الأكبر للحريري "القوات" اللبنانية؟ ليست قضية إرضاء بقدر ما هي اتفاق حول المبادئ الأساسية وحماية 14 آذار وأعتقد أننا قد نتوصل من خلال المباحثات الجارية اليوم بين الأقطاب السياسيين لحماية مبادئنا لذلك ليس هنالك عبء من انتخاب سليمان فرنجية ما إذا حصلنا على هذه التطمينات. هل يمكن القول، إن انتخاب فرنجية رئيساً يؤكد أن لا مستقبل للأسد في سوريا؟ ليس انتخابه تأكيداً، بل إننا أصبحنا على قناعة بأن الأسد سيرحل وهو في طريق الخروج من سوريا. كيف تقرأ مستقبل المنطقة إن تم إنجاز الملف اللبناني؟ لا تزال المنطقة في حال من الضياع والفوضى في الملفين اللبناني والسوري وتزامنهما، لهذا علينا إعادة النظر بأن المنطقة العربية شاملة كاملة وأصبح هنالك ضرورة لكي نؤسس ديموقراطيات حقيقية في المنطقة إن شاء الله.