فيما أطلقت الأممالمتحدة تحذيراتها من تدهور سريع في الوضع الإنساني، واقتراب اليمن من حافة المجاعة، اتهم وزير الإدارة المحلية، رئيس لجنة الإغاثة العليا اليمني عبدالرقيب فتح، المنظمات الدولية بالتعامل مع الأزمة في البلاد عبر البيانات، وتجاهل المناشدات التي تطلقها الحكومة، وقال "مناشداتنا لا تلقى استجابة من المنظمات الدولية، منها برنامج الغذاء العالمي. والجهة الرئيسية التي تدعم المدنيين والمحتاجين هي دول التحالف العربي، والدور الكبير الذي يقوم به مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والإغاثية. والذي يقوم بجهود إنسانية ضخمة". وأضاف فتح في تصريحات إعلامية أن تجاهل المنظمات للمناشدات الحكومية أضاع فرصة إيصال المساعدات الغذائية إلى أكثر من 70 % من سكان محافظة تعز المحاصرة، والتي يصل تعداد سكانها إلى نحو أربعة ملايين نسمة، والتي كانت الحكومة اليمنية أعلنتها محافظة منكوبة أواخر شهر أغسطس الماضي. مستنكرا استمرار الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في فرض الحصار الخانق وغير الإنساني على المدنيين في تعز، وعرقلة وصول المساعدات إليهم. مصادرة المساعدات واستغرب الوزير فتح إصرار المنظمات الدولية على إرسال المساعدات الإنسانية والغذائية عبر ميناء الحديدة الذي تُسيطر عليه الميليشيات الحوثية، في الوقت الذي تتجاهل فيه ميناء ومطار عدن الدوليين، رغم إعلان الحكومة أنهما جاهزين للعمل. وتابع أن السكان يشكون من سيطرة الميليشيات الحوثية على تلك المساعدات، والاستئثار بها وتسخيرها لعناصرها، وتوجيه الفائض منها للبيع في السوق السوداء، بدلا من توزيعها على المحتاجين. تفاقم المعاناة وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أشار إلى أن 10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ، وهي خطوة واحدة تسبق المجاعة. وقال نائب المدير الإقليمي للبرنامج، ماثيو هولينجروث "من الواضح أن نصف المناطق في اليمن أصبح على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وبات من الصعب على البرنامج أن يقوم بإيصال الإمدادات الغذائية إلى المحتاجين، بسبب تصاعد حدة القتال وتعقد الأوضاع الأمنية نتيجة الحرب الدائرة هناك. وكانت تقارير أممية صدرت في نوفمبر الماضي كشفت أن 4 .14 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي، ويكافحون من أجل الحصول على الطعام، منهم 7.6 ملايين في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية. كما تشير تقارير برنامج الغذاء العالمي إلى أنه تمكن من الوصول إلى نحو مليون شخص كل شهر منذ بدء الصراع، وأنها وفرت مُساعدات غذائية لأكثر من 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن خلال سبتمبر وأكتوبر الماضيين.