عقد منظمو مؤتمر مؤسسة الفكر العربي، برئاسة الأمير خالد الفيصل، أمس جلسة لمناقشة ورقة عمل حول الأسئلة التي يدور حولها المؤتمر. وناقش المجتمعون ورقة عمل تنوعت ما بين الاقتصادية والثقافية والأمنية ومؤسسات التكامل العربي، مؤكدين أهمية مساهمة الفكر الاقتصادي العربي في صياغة نظام اقتصادي عالمي جديد في ضوء سقوط نظام الليبرالية الحديثة الاقتصادية وأنظمة الرأسمالية التقليدية، إضافة إلى كيفية التفاعل بين القطاعين العام والخاص مع مؤسسات التمويل، والدول الكبرى بما يؤدى إلى وضع استراتيجيات تؤمن الاستقرار والتقدم. وناقش المجتمعون إمكانية أن تكون المؤسسات الحكومية وصناديق التنمية والقطاع الخاص داعمة لمبادرات المراكز البحثية المتخصصة، وبريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة العربية، فضلا عن كيفية إسهام القطاع الخاص وصناديق التنمية العربية في رسم استيراتجيات لإعادة بناء البنية التحتية البشرية التي دمرت في النزاعات المسلحة. وطرحت ورقة العمل كيفية تمكين الاقتصاديات العربية من التكيف مع الاقتصاد العالمي المعلوم وتقلل من الآثار السلبية من العولمة على تلك الاقتصاديات، وكذا كيفية جعل الاقتصاد الأخضر المكون الأساسي للفكر الاستراتيجي بالقطاعين العام والخاص. وأشارت ورقة العمل إلى كيفية التكامل لجعل الدول العربية أكثر قدرة على الاندماج في الاقتصاد العالمي ومواجهة تحديات الأزمات العالمية، وكذا وضع خطة عربية تكاملية لمواجهة التحديات الناجمة من التغيرات المناخية، إضافة إلى كيف يمكن التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، من خلال زيادة مساهمة الوطن العربي في الناتج العالمي الإجمالي، فضلاً عن دور التكامل الاقتصادي العربي في رفع التنافسية الإنتاجية العربية في التجارة الدولية، إضافة إلى كيفية التكامل بين الدول العربية في دعم اقتصاديات المعرفة. وبحث المشاركون كيفية استجابة السياسات الثقافية العربية للتغيرات الثقافية في عصر العولمة وما بعدها، وكيف يمكن صياغة استراتيجة عربية للتنمية تستجيب لحاجات المواطنين والأجيال القادمة في الدول العربية، كيف يستطيع القطاع الخاص والمجتمع المدني المشاركة في وضع سياسات التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وكذلك الدور الذي يمكن أن يلعبه المكون الشبابي في ديموجرافيا المجتمعات العربية المساهمة في التكامل العربي، وكيفية مكافحة الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة بين شرائح المجتمعات العربية، إضافة إلى كيفية دعم وتفعيل منظمات المرأة العربية واتحادها في عملية التكامل العربي. وأكد المشاركون ضرورة مساهمة المبدعين العرب في إعادة الأمل لمجتمعات النزاعات المسلحة وبناء الثقة بين مكونات الوطنية على أساس تكاملي، مشيرين إلى إمكانية إسهام المفكرين والمثقفين والمبدعين العرب في إعادة الوحدة الثقافية للدول الوطنية على أساس تكاملي، مع التأكيد على أهمية إحياء اللغة العربية وتطور مستويات تعلمها وإتقانها، مع التأكيد على تحقيق التوازن بين أهمية اللغات الأجنبية في مناهج التعليم وبين هيمنتها على التعليم الخاص بالدول العربية، فضلا عن كيفية كتابة التاريخ العربي الحديث من منظور تكاملي، إضافة لكيفية تشكيل آلية عربية فكرية لمواجهة مشروعات التفكيك، وكيف يتم تفعيل الدور الثقافي لدول العربية في إطار التكمل العربي، وكيف يمكن تطوير شبكات التعاون والتكامل بين منظمات الأهلية العاملة في مجالات الثقافة والفنون. وأشار المشاركون إلى أهمية قيام نموذج جديد للأمن القومي يتسم بالتكامل في مواجهة التطرف والإرهاب لمواجهة أخطار حرب الشبكات والحروب الفضائية، والتأكيد على أهمية التكامل العربي لتحديد مصادر تهديد الأمن العربي وأولويات الدفاع عنه، فضلا عن إمكانية تحقيق مشروع أمني تكاملي عربي قادر على مواجهة التحديات الأمنية، وكيفية إمكان مشروع تكاملي عربي لمواجهة تحديدات تدخلات الجوار الإقليمي، وأخيرا كيف نوفق بين مبدأ السيادة الوطنية والتكامل العربي الأمني. برنامج المؤتمر