لم تكن أسرة الشهيد علي حسن الشهري تعلم أنها على موعد مع القدر، الذي يجمع يوم استشهاده ودفنه، مع موعد دخول زوجته غرفة الولادة لإنجاب طفلهما البكر، الذي سيحظى يوم ولادته بتاريخ مشرف يفتخر به طوال حياته. "الوطن" تواصلت مع والده عقب الصلاة على الشهيد، بجامع الفرقان في محافظة خميس مشيط، ودفنه بإحدى مقابر حي "مصلوم" بالمحافظة، ورد الأب بعبارات الفخر والاعتزاز، قائلاً "أحمد الله، أن ختم حياته شهيدا دون وطنه، ملبيا نداء الواجب". وأضاف "كان خبر وفاة ابنه صاعقا، ولكن ما هدأ من الصدمة والفراق أنه مات جنديا مرابطا على حدود وطنه، يؤدي واجبه، ويدحر عدو بلاده، ممتثلا لأمانته الوظيفية في الذود عن الوطن، فكان ذلك بلسما يطفئ حرارة الفراق وألم الرحيل". وتابع "كان الشهيد قريبا من عائلته بشخصه وتعامله، فكان يتواصل معه باستمرار، ودائما ما يرد على اتصالاتهم بأنه بخير ونعمة، وأنه في موقع الشرف والفخر، مطالبهم إياهم بالدعاء له ولزملائه بالنصر والتمكين، فدائما ما يشعرهم من خلال اتصاله الهاتفي وزيارته لهم، بأن معنويات الجميع عالية في أرض المعركة. والد الشهيد أكد أن القدر سبق الموعد، لافتا إلى أبنه كان لديهم في زيارة، ووعدهم بأنه سيكون في زيارة لهم الأسبوع المقبل بعد التنسيق مع زملائه المرابطين، إلا أن موعد رحيله سبق ذلك الموعد، منوها إلى أن زوجة ابنه الشهيد ترقد بأحد مستشفيات المحافظة استعدادا لولادة ابنها البكر. في السياق ذاته، أوضح خال الشهيد حسن الشهري أثناء دفن الشهيد، أن الراحل كان يتمتع بحب الكثيرين في وسط أسرته وأقاربه ومن عاشره.