غداة تصريحاته التي حذر خلالها موسكو من التصعيد واللعب بالنار في العلاقات مع أنقرة، إثر إسقاط مقاتلتين تركيتين طائرة حربية روسية، قرب الحدود التركية - السورية، عاد الرئيس التركي رجب إردوغان للتهدئة مرة أخرى معبرا عن حزنه لإسقاط الطائرة، وقال إنه "يتمنى لو أن ذلك لم يحصل أبدا". وأضاف إردوغان أمام مناصريه في مدينة برهانية غرب تركيا، أمس، "نأمل ألا تتفاقم القضية بيننا وبين روسيا بشكل إضافي، وألا تترك عواقب وخيمة في المستقبل". وفيما أوصت السلطات التركية، أمس، رعاياها بتجنب أي سفر غير ضروري إلى روسيا، لحين اتضاح الوضع، جدد إردوغان دعوة بوتين إلى عقد لقاء مباشر في باريس، على هامش مؤتمر المناخ الدولي غدا، قائلا "يجب ألا ندع هذه القضية تتفاقم إلى حد تقضي فيه بالكامل على علاقاتنا"، لافتا إلى أن المؤتمر قد يشكل فرصة لإصلاح العلاقات، لكن بوتين لم يعط ردا بعد على هذه الدعوة. وكانت روسيا قد صعدت من لهجتها ضد تركيا خلال الأيام الماضية، في أعقاب سقوط الطائرة الثلاثاء الماضي، ووقع الرئيس الروسي مرسوما يتبنى إجراءات اقتصادية عقابية ضد أنقرة، وقررت موسكو إعادة العمل بنظام تأشيرات الدخول للرعايا الأتراك، اعتبارا من أول يناير المقبل، فضلا عن تصعيد عملياتها العسكرية على الحدود التركية - السورية وتشييد النظام الصاروخي إس 400 المضاد للطائرات في قاعدة حميميم في اللاذقية، شمال غربي سورية. استهداف قاعدة اللاذقية أظهرت لقطات فيديو، معارضين سوريين يستهدفون قاعدة حميميم، التي تستخدمها القوات الروسية. وقال مسلحون من جماعة أحرار الشام الذين تم تصويرهم ومعهم على الأقل مدفع ميداني واحد إنهم يعدون أسلحتهم من أجل هجوم على القاعدة التي تنطلق منها الطائرات الروسية وتستهدف مواقع المعارضة. من ناحية ثانية، تسبب قصف قوات نظام الأسد، بغطاء جوي روسي، في نزوح آلاف الأشخاص من منطقة "بايربوجاق" في ريف اللاذقية. وتوجه الكثيرون إلى المناطق القريبة من الحدود، وإلى ولاية هطاي جنوبي تركيا، بسبب كثافة القصف على المنطقة في الآونة الأخيرة. إلى ذلك، قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، أمس، جراء سقوط قذيفة هاون على حي باب توما شرق دمشق، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى إصابة 27 شخصا على الأقل جراء قصف قوات النظام لحي القابون على أطراف دمشق. الدور السعودي في المفاوضات أكد نائب أمين عام الأممالمتحدة يان إلياسون، على أهمية دور المملكة التي أوكلت لها مهمة توحيد المعارضة السورية، مشيرا إلى ضرورة المؤتمر الدولي الذي سيعقد في الأردن منتصف ديسمبر المقبل، المنوط به تعريف الجماعات الإرهابية، وقال إنه سيكون له تأثير مباشر على مساعي إطلاق العملية السياسية في سورية. وأضاف في تصريحات إعلامية أن اجتماع فيينا أوكل للأردن مهمة بالغة الأهمية، تتمثل في تحديد ماهية الجماعات الإرهابية، وأن ذلك يعتبر خطوة مهمة للغاية على طريق إطلاق العملية السياسية في سورية. وقال "لقد أوكل أيضاً للمملكة توحيد المعارضة السورية، كما أن الأممالمتحدة في مقرها بنيويورك ومبعوثها ستيفان دي مستورا. كلنا نعكف على إعداد الجولة المقبلة من المباحثات حول سورية وإطلاقها في أسرع وقت ممكن". وقال إلياسون إن هناك أملاً بإطلاق العملية السياسية في سورية طالما أن هناك حواراً مكثفاً بين واشنطنوموسكو، مضيفاً "آمل أن نتمكن بمساعدة الرياض من تحديد ممثلي المعارضة لمباحثات السلام".