اعلنت موسكو امس تعزيز وجودها العسكري بحراً وبراً ونشر منظومة صواريخ «اس - 400» الأمر الذي أثار «قلق» واشنطن باعتباره يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، اضافة الى اتخاذ روسيا اجراءات اقتصادية ضد تركيا، في وقت اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا ب «دعم النظام السوري وضرب المعارضة بدلاً من داعش»، وطالب موسكو ب «الاعتذار» عن خرق احدى قاذفاتها المجال التركي. (للمزيد) وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس أن «الخيار العسكري في سورية ما زال قائماً وأن دعم المملكة للمعارضة السورية سيستمر، وأن بشار الأسد لا يملك إلا خيارين إما الرحيل في شكل سلمي، أو الإبعاد بعد عمل عسكري»، مضيفاً أن «نقطة الخلاف تتمثل في كيفية توقيت رحيله»، وأشار إلى أن الرياض على اتصال مع «جماعات المعارضة السورية في شأن اجتماعها في الرياض الشهر المقبل، لتوحيد صفوفها قبل محادثات السلام المقبلة في فيينا». وقال الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره النمسوي سيباستيان كورتز في الرياض أمس إن اجتماع المعارضة في الرياض «إذا حدث سيكون الهدف هو توحيد المعارضة السورية ومساعدة المعارضة في الخروج برؤية واحدة كي تستطيع أن تلعب دوراً فعالاً أكثر في المحادثات للوصول إلى حل سلمي يؤدي إلى إبعاد الأسد». واستمرت الحملة الاعلامية والسياسية القوية في روسيا ضد تركيا وانتقدت موقف «حلف شمال الاطلسي» (ناتو) لانه «رضخ لضغط تركيا وأعطى الضوء الأخضر للحلفاء للتضامن مع تركيا». وإذ لوحت موسكو بجملة اجراءات «عقابية» اقتصادية ضد انقرة بينها مراجعة نشاط الشركات التركية ووضع قيود على الصادرات الغذائية، اعلنت روسيا نشر منظومات صاروخية متطورة من طراز «أس - 400». ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر عسكري انه تم امس نشر هذه المنظومات بعد نقلها في شكل مستعجل الى سورية. ولفت الانظار ان الاعلان جاء بعد مرور يوم على قرار الرئيس فلاديمير بوتين بنشرها في قاعدة مطار حميميم في اللاذقية غرب سورية، ما يوحي كما قال خبراء ان هذه الصواريخ نقلت منذ زمن الى سورية وأن روسيا استخدمت اجواء ما بعد اسقاط القاذفة لإعلان ذلك. وقال مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري - التقني فلاديمير كوجين إنه لن يتم بيع المنظومات الى سورية بل ستُعاد فور تنفيذ المهمات العسكرية وانتهاء العملية الجوية. واعتبر خبراء عسكريون روس ان نشر «اس - 400» قرب الشاطئ السوري سيغير في شكل جذري موازين القوى ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في منطقة البحر المتوسط كلها. وقال موقع «سوريات» السوري امس أن روسيا «نشرت دبابات متطورة من طراز تي 90 في مطار النيرب العسكري في حلب وهو القاعدة الرابعة التي تخضع للروس بعد مطار حميميم العسكري في اللاذقية ومطار الشعيرات في حمص والقاعدة البحرية في طرطوس». وأعلنت موسكو أيضاً تعزيز اسطولها الجوي بإرسال 12 مقاتلة حراسة لحماية طلعات القاذفات الروسية، ما يتكامل مع إرسال الطراد قاذف الصواريخ «موسكفا» إلى المياه مقابل سواحل سورية. ويصل مدى «اس - 400» إلى 400 كيلومتر ويمثل تهديداً حتمياً لطائرات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول أميركي كبير إن إعلان روسيا نشر الصواريخ يثير «قلقاً جدياً» لدى العسكريين الأميركيين. وقال: «الأمر يتعلق بنظام سلاح حديث يمثل تهديداً كبيراً على الجميع». وأضاف: «لدينا قلق جدي حول العمليات الجوية في سورية». واعتبر مسؤول أميركي آخر فضل عدم الكشف عن هويته أيضاً أن الصواريخ الروسية لا يجوز أن تعيق طلعات التحالف. وقال: «لن نتدخل في العمليات الروسية وهي لن تعيق عملياتنا. لا يوجد أي سبب كي نستهدف بعضنا بعضاً». وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان: «نقل روسيا أسلحة استراتيجية إلى سورية، ومنها قاذفات ميغ وسوخوي متطورة ودبابات «تي 90»، إضافة إلى وحدات مظلية، يؤشر إلى تصرفها كقوة احتلال طويلة الأمد، إلى جانب قيامها باستهداف مناطق مدنية وأخرى تخصُّ الجيش السوري الحرّ». في انقرة، نفى اردوغان في شكل قاطع ان تكون تركيا تسمح بمرور مبيعات النفط التي يقوم بها «داعش» او تستفيد منها. وقال ان «داعش يبيع النفط الذي يستخرجه الى الأسد. تحدثوا (الروس) عن ذلك مع الأسد الذي تدعمونه». وأضاف ل «سي ان ان» ان الطائرة الروسية «انتهكت مجالنا. وأعتقد بأنه إذا كان على أحد أن يعتذر فليس نحن. هؤلاء الذين انتهكوا مجالنا الجوي هم من يجب أن يعتذروا». ميدانياً، اعلنت موسكو ان قاذفاتها ضربت 450 هدفاً خلال ثلاثة ايام، فيما كثف الطيران الروسي أمس غاراته على مناطق شمال سورية في محاذاة الحدود مع تركيا، إضافة إلى قصف عنيف على ريف حماة في الوسط، في وقت دق مقاتلو المعارضة ناقوس الخطر في ريف اللاذقية بعد تقدم النظام وموالين بغطاء جوي روسي، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي قال ان بين 20 شخصاً قتلوا وجرحوا بغارات على مدرسة حطين في الرقة معقل «داعش». وأعلن مسؤولن اكراد وصول خبراء أميركيين لدعمهم في قتال التنظيم بموجب قرار سابق للرئيس باراك اوباما.