كشف أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، أنه رفع تقرير للمقام السامي حول الأمطار والسيول التي شهدتها منطقة القصيم عامة ومدينة بريدة خاصة. جاء ذلك خلال زيارته لفرقة عمليات الدفاع المدني أول من أمس، مضيفا أنه لا يبرئ القطاعات الحكومية من مسؤولية ما حدث، وأكد أن هناك بعض القطاعات تقع عليها مسؤولية فيما شهدته المنطقة، مشيرا إلى أن هناك خللا في مجاري تصريف السيول. عجز شبكة التصريف ذكر أمير القصيم أن نسبة تغطية مدينة بريدة فقط من مشاريع تصريف السيول لا تتجاوز 15 %، بما يعني أن 85 % غير مغطاة بالشبكة. وأشار إلى أن كمية الأمطار كانت غزيرة، داعيا المواطنين إلى استشعار المسؤولية، والابتعاد عن مواطن الخطر، وتمنى من الشباب وبعض المتهورين الابتعاد عن أماكن الخطر. كما طالب الأمير فيصل المسؤولين بإبراء الذمة أمام الله، مضيفا "لا نريد الحديث عن الماضي، فهذه المشاكل ستعالج في وقتها". وأكد أن الأولوية تتمثل في إنقاذ الأنفس البشرية، وبذل الجهود لتعود الحياه إلى كما كانت عليه.
إخلاء المتضررين قال مدير الدفاع المدني في القصيم اللواء الدكتور علي العتيبي: إن كثافة الأمطار أدت إلى عدم استيعاب مشاريع تصريف السيول لها، مؤكدا أنه تم إخلاء الكثير من الأسر والمنازل. وأضاف أن كمية الخسائر محدودة مقارنة بكمية الأمطار، حيث جاءت الخسائر في المركبات والمنازل والمحال التجارية.
حصر الخسائر أشار علي العتيبي إلى صدور أمر من أمير القصيم فور هطول الأمطار بتشكيل لجنة لحصر الأضرار سواء من الأفراد أو الممتلكات أو المحال التجارية وغيرها من الأضرار، مؤكدا أن اللجنة ستتخذ مقرا في بعض مراكز الدفاع المدني، وسيتم تعويض المتضررين وفق آليات واضحة ومحددة، مطالبا المواطنين بالابتعاد عن مخاطر السيول ومجاري المياه والأماكن المغمورة في الشوارع والأحياء تجنبا للصقع الكهربائي. وأضاف العتيبي أن عمليات الإنقاذ مستمرة، وأن هناك تعاونا مستمرا مع الجهات المعنية، أسهم في نجاح العمل، مشيرا إلى أن كمية الأمطار التي هطلت على بريدة لم تحدث منذ سنوات طويلة.
إنقاذ المحتجزين علمت "الوطن" أن الدفاع المدني استطاع إنقاذ عشرات الأشخاص المحتجزين في منازلهم بشارع الخبيب وبعض الأحياء عبر القوارب المائية، بعدما تواصلوا مع الدفاع المدني، فيما لا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة لمن يستطيع التواصل مع الدفاع المدني. كما علمت "الوطن" أن الكهرباء انقطعت في بعض المواقع منذ يومين. من جانبه، استبعد مصدر مطلع ل"الوطن" فتح شارع الخبيب الرئيس الذي يعد شريان مدينة بريدة، نظرا لأن مياه الأمطار غمرت نحو 5 كيلومترات منه، ووصل ارتفاعها إلى نحو مترين، لاسيما وأن عملية تصريف المياه منه تجري عبر سيارات الشفط.