استعادت مدينة بريدة وبقية محافظات منطقة القصيم أمس (الخميس) بعضاً من حركتها الطبيعية، بعد أن توقف هطول الأمطار وأشرقت الشمس، وساعد الأجهزة الحكومية على تجفيف المياه من الشوارع والأحياء. بيد أن قلب المدينة وشريانها الرئيس، المتمثل في شارع الملك عبدالعزيز، لا يزال يعاني من تجمع مياه الأمطار، على رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها «أمانة القصيم»؛ لإعادة المحال التجارية إلى العمل، وكذلك الحال في مستشفى الملك فهد التخصصي، الذي ما زالت المياه تحاصر بعض الشوارع المحيطة فيه. فيما عاد بعض سكان الأحياء التي حاصرتها السيول إلى منازلهم، بعد أن أفسدت كل ما هو صالح للاستعمال، من أثاث وأدوات كهربائية ومواد غذائية. إلا أن آخرين قرروا إرجاء العودة إلى حين إجراء بعض التحسينات وعمليات الترميم، جراء دهم السيول منازلهم وإفسادها أجزاء كبيرة منها، وكذلك الروائح الكريهة التي خلفتها. إلى ذلك، كشف أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل، أن الجزء المُغطى بشبكات تصريف السيول من مدينة بريدة لا يتجاوز من 15 في المئة. وأشاد بالجهود «الكبيرة» التي بُذلت من فرق الدفاع المدني، والمرور، والدوريات الأمنية، والأمانة، والنقل، والمياه. وقال: «لا نستطيع أن ندعي الكمال، غير أنه إذا جاءت هذه الأمطار من عند الله بهذه الكمية فليس هناك راد لها». وأضاف: «هناك تقرير متكامل سيعرض على المقام السامي، يستعرض جميع ما حصل في المنطقة، ولاسيما مدينة بريدة ع». وخص أمير «القصيم» رجال الدفاع المدني بالشكر، بعد «الجهود الكبيرة التي بذلوها في إنقاذ الأسر والأفراد من الأحياء والشوارع، وإيوائهم في الشقق المفروشة». كما أثنى على جميع القطاعات الحكومية الذين عملوا في غرفة العمليات والطوارئ في فتره وجيزة، ولافتاً إلى أنهم تعاملوا مع الحدث على أعلى مستوى من المهنية والحرفية. وحمد الله لأن «الأمطار لم تخلف خسائر بشرية». من جهته، قال مدير الدفاع المدني في «القصيم» اللواء الدكتور علي العتيبي: «إن كمية الأمطار التي هطلت على المنطقة كانت كبيرة»، مبيناً أنه تم «التغلب على الموقف. كما تم إخلاء سكان أحياء دهمتها السيول؛ حفاظاً على سلامتهم، وإيواؤهم في مراكز الأيواء». وأضاف: «الكمية الكبيرة من الأمطار التي هطلت على بريدة في وقت قصير حدت من قدرة مجاري تصريف السيول الاستيعابية، على رغم وجود التصريف في غالبية أحياء المدينة». وأردف العتيبي: «تطلب الأمر تدخل الدفاع المدني لإخلاء أشخاص وأسر، وتم إيواء عدد منهم، وبعض تم إخلاؤهم، وطلبوا السكن بحسب رغبتهم». وأكد أنه «لم تحصل خسائر في الأرواح، وكذلك في الممتلكات كانت طفيفة، مقارنة مع كمية الأمطار الغزيرة التي شهدتها بريدة يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين».