أكد عضو هيئة الإعجاز العلمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور حكمت ياسين أن المخطوطات القرآنية لا تزال حتى اليوم مصدرا هاما من مصادر الوصول لمعلومات جديدة في علوم القرآن، مشيرا إلى "أن الخلافات المذهبية أحد أهم أسباب اختفاء المخطوطات إذ يعمد الكثير من المخالفين إلى إهمال المخطوطات المخالفة لمذهبه وإتلافها لعدم قناعته بما تحويه من معلومات" . جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم وعلومه في الجامعة الإسلامية أمس بعنوان (التعامل مع المخطوطات المجهولة في الدراسات القرآنية - طرق ومهارات). وأوضح المحاضر أن المخطوطات القديمة للقرآن الكريم لا تزال تحتفظ بأسرار ومعلومات لم تكتشف حتى اليوم في علوم القرآن الكريم. وكشف عن وسائل جديدة في كيفية معرفة المخطوطات المجهولة، حيث قسم ياسين المخطوطات المجهولة إلى قسمين، مجهولة جهالةً جزئية، كأن تكون مجهولة العنوان والمؤلف، أو مجهولة المؤلف، أو مجهولة جهالة المنسوبة لغير مؤلفيها خطأ، مشيراً إلى أن النوع الثاني من المخطوطات عادة ما تكون مجهولة جهالةً كلية، وهذه تحتاج إلى مجهود مضاعف، وهي على نوعين: مخطوطات مفقودة، وهذه يمكن الحصول عليها أو على بعضها بجمع النصوص ممن روى الكتاب إجازةً، أو بجمع مادتها من كتب المؤلف الأخرى والمخطوطات المنقولة إلى مكان مجهول.
المخطوط المجهول تحدث الدكتور حكمت ياسين عما أسماه "أسباب الجهالة الجزئية للمخطوطات القرآنية"، وذكر منها: التساهل من قبل المفهرسين والخلافات المذهبية سواء الفقهية أو العقدية، وتصدير المخطوطات للخارج، والإهمال وعدم العناية بالمخطوطات، وإغفال الدراسة والتحقيق عن هذه المخطوطات، وإغفال الدراسات التاريخية، إغفال علم المكتبات للمخطوطات المجهولة. وبين المحاضر طرق كشف المخطوط المجهول، معدداً منها التعرف على خطوط العلماء، والاستفادة منها في تمييز المخطوطات، واستعرض نماذج محفوظة لخطوط علماء كبار، والعناية بحواشي المخطوط. وذكر المحاضر أن الجامعة الإسلامية قد سعت لجمع الكثير من المخطوطات المجهولة، خصوصاً مخطوطات علوم القرآن والقراءات، وتأسف على عدم وجود مركز يهتم بهذه المخطوطات، وبشر بأن كلية القرآن الكريم ستباشر العمل بهذا الخصوص، وأن المجال مفتوح لمن أراد أن يتطوع من الباحثين الجادين. وختمت المحاضرة بمداخلات الحضور تصدرتها أسئلة الحضور عن أبرز الأقطار الإسلامية غنىً بالمخطوطات القرآنية، رد عليها المحاضر مبينا أن هناك مخطوطات خلال السنوات الماضية أخرجت من الجزيرة العربية التي تمثل الوطن الأصلي لها وتوزعت على بقاع العالم، وحتى اليوم تظهر المخطوطات النادرة التي تضيف لهذا العلم.