يعكف مركز الدراسات القرآنية التابع لإدارة الشؤون العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة, على المراجعات النهائية لمعجمه العلمي المتميز "المعجم الميسر لموضوعات القرآن الكريم", حيث سيشرع في صَفِّه الحاسوبي مع نهاية هذا العام 1436ه، فيما يتوقع أن يصدر في سبعة أجزاء . وقد وافق المجلس العلمي للمجمع على أن يكون المشروع البحثي التالي لمركز الدراسات القرآنية هو تحقيق ودراسة مخطوطة نفيسة ألَّفها الإمام أحمد بن محمد الدمياطي الشهير بالبنّاء، المتوفى في المدينةالمنورة سنة 1117ه، وهذه المخطوطة هي "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر". ويعد مؤلف هذه المخطوطة صاحب سند في علم القراءات، يتصل بالإمام ابن الجزري، ويتوالى إلى أن يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سَجَّل سنده في مقدمة كتابه "الإتحاف"، حيث قال صاحب "الخطط التوفيقية" عنه : ((وبلغ من الدقة والتحقيق غاية قَلَّ أن يدركها أحد من أمثاله)). ويتضمن "الإتحاف" التفصيل في أربع عشرة قراءة، منها عشر متواترة، وأربع شاذة . ويوصف الكتاب بأنه من أهم كتب المتأخرين الجامعة الموثوقة, وعلي الرغم من أهمية الكتاب وكثرة عودة طلبة العلم إليه فإنه لم يَحْظَ بتحقيق علمي وافٍ، وطبعته المشهورة المتداولة اعتمدت على مخطوطة واحدة، ولم تتضمن خدمة للنص بتوثيق النصوص، والضبط، وبيان الأوهام، وبناء الفهارس، كما أن حواشيها نادرة جداً، وليس فيها أي تحقيق علمي وفق أصول فن التحقيق. وشرع مركز الدراسات القرآنية في جمع مخطوطاته المهمة، لاسيما التي لها صلة بالمؤلف، وسوف يقوم فريق العمل بسبرها وإعطائها درجاتها في المنزلة العلمية، ثم الشروع في مقابلتها، والنهوض بعملية التحقيق المفصلة في توثيق النصوص التي يحفل بها الكتاب. وصاغ المركز خطة تفصيلية محكمة وحّدد في المرحلة الأولى خمس عشرة نسخة مخطوطة من مخطوطات الكتاب موزعة في أنحاء العالم، منها ما هو في مكتبات المملكة، ومنها ما هو في مصر والهند وغيرها. يذكر أن المجمع سبق له أن أصدر مؤلفات قيمة في علوم القرآن الكريم، منها تحقيق كتاب "الإتقان" للسيوطي في سبعة مجلدات، وكتاب "لطائف الإشارات لفنون القراءات" للإمام القسطلاني في عشرة مجلدات.