غداة سلسلة عمليات للشرطة، لم تؤد لتوقيف المشتبه به الرئيس في اعتداءات باريس، صلاح عبدالسلام، شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، لليوم الثالث على التوالي، استمرار حالة "الإنذار الإرهابي" القصوى بما تتضمنه من إغلاق المدارس، وتوقف شبكة القطارات، وانتشار قوات الأمن. وأعلنت الشرطة انتهاء عملياتها الأمنية، التي بدأت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، واستمرت أربع ساعات، وانتهت بتوقيف 21 شخصا. وقال مسؤولون بالشرطة خلال مؤتمر صحفي، أمس، إن عبدالسلام، ليس من بين الموقوفين، رغم تفتيش 22 منزلاً في عدة مناطق، وبمشاركة عدد كبير من عناصر الشرطة، كما لم تعثر على أي أسلحة أو متفجرات. وفيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن عبدالسلام تمكن من الفرار من الشرطة الفرنسية متجها عبر الطريق السريع إلى ألمانيا، لم يعط مسؤولو الشرطة أي توضيحات حول ذلك. وقال وزير الداخلية، جان جامبون، في تصريحات إعلامية "نتخذ الإجراءات الضرورية قدر الإمكان لضمان أمن الناس، لكن الحياة يجب أن تستمر في بروكسل"، مؤكدا أن الشركات والقطاع العام يجب أن يعملا. وكان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، قد أعلن مساء أول من أمس، استمرار "قرار رفع درجة التأهب القصوى ليوم ثالث، عازيا ذلك لخشيتهم من قيام أشخاص بعمليات تفجير وهجمات مسلحة في عدة مناطق، على غرار هجمات باريس.
كندا تغلق سفارتها أعلنت وزارة الخارجية الكندية "إغلاق سفارتها في العاصمة البلجيكية بروكسل بشكل مؤقت". وفي تدوينة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عزت الخارجية قرارها، لارتفاع مستوى التهديدات الأمنية، لافتة إلى أن "سفارتها ستنظر في الطلبات العاجلة فقط". كما دعت الخارجية مواطنيها في بلجيكا إلى توخي الحيطة والحذر.
البحث عن انتحاري نشرت الشرطة الفرنسية صورا لمن قالت إنه "الإرهابي الثالث" الذي قام بتفجير حزام ناسف على أحد مداخل "إستاد فرنسا" بباريس الأسبوع الماضي. وأفادت تقارير أن الشرطة الفرنسية طلبت من المواطنين، إبلاغ أقرب نقطة أمنية، في حال توصّلهم إلى أية معلومات تخصّ الإرهابي المقتول خلال عملية التفجير، لافتة إلى أنه تم حتى الآن التعرف على واحد فقط من منفذي التفجيرات الانتحارية، هو بلال حدفي، فرنسي كان يقيم في بلجيكا. من ناحية ثانية، واصلت السلطات التركية، أمس، التحقيق مع موقوف بلجيكي من أصل مغربي، يدعى أحمد دهماني، يشتبه بأنه ساعد في تحديد الأهداف لاعتداءات باريس.
دعم أميركي وبريطاني ذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيتوجه إلى مؤتمر المناخ في باريس الذي يبدأ في 30 نوفمبر الجاري، داعيا قادة دول العالم إلى أن يحذوا حذوه، ليبرهنوا أن العالم لا يخاف الإرهابيين. ومن جانبه، بدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، مشاورات دبلوماسية من أجل ائتلاف واسع ضد تنظيم داعش الذي تبنى اعتداءات باريس. واستقبل هولاند في قصر الأليزيه، رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي وعد بتقديم دعم كبير لفرنسا، وعرض عليها وضع قاعدة جوية بريطانية في قبرص بتصرفها.