بحسب قانون نيوتن فإن "لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه". وردة الفعل هذه بحد ذاتها فعل. هذه النظرية الفيزيائية هي تماما ما يحدث اليوم في العالم الذي أصبح كله أفعالا، حيث لم يعد لغير الأفعال مكان، فإذا أخذنا مثلا الأحداث الإرهابية التي طالت فرنسا، هل يمكن تصنيفها على أنها فعل أم أنها ردة فعل؟ وإن كانت فعلا، فكيف ستكون ردة الفعل عليها من قبل الفرنسيين؟ هل سيختبر المسلمون في فرنسا تجربة الحادي عشر من سبتمبر؟ وهل ستنضم فرنسا إلى قائمة محاربي الإرهاب الذين يحملون في طيات حربهم على الإرهاب عصرا جديدا من الاستعمار؟ وإن كانت هذه الحادثة هي ردة فعل من قبل الدواعش على الضغط الذي يمارس ضدهم ويحارب وجودهم في الشرق. فهل ستكون هذه الردة هي الأخيرة؟ أم أن باريس هي بداية لسلسلة ردود أفعال تشن على أوروبا؟ هذه السلسلة من الهجمات إنما هي أفعال وردود أفعال، ولن تتوقف إطلاقا إلا بوجود طريقة لتحويلها عن مسارها الدامي، فهي تزداد حدة وشدة مع كل فعل وكل رد. فكلما ازدادت حدة الفعل ازدادت معها شدة الرد وهكذا دواليك، وسيبقى العالم في دوامة حتى يصل لا قدر الله إلى حرب عالمية ثالثة تتلاقى فيها القوى مباشرة، ولن تكون ضد داعش التي هي في الأصل المحرك والمحفز للأحداث. وهذا الاستنتاج الشخصي يحملنا إلى سؤال آخر ألا وهو: هل الفعل وردة الفعل صادرتان عن قوة واحدة؟ أي هل هذه الهجمات سواء كانت في فرنسا أو في غيرها من بلدان العالم صادرة عن قوه واحدة محركة هي نفسها المسببة لردود الأفعال؟ وإن كان الأمر كذلك فسيكون كل ما حدث من داعش فعل وردة الفعل مازالت حتى الآن قيد التخطيط.