في الوقت الذي يغادر فيه بعض المقيمين في المملكة ليقدموا مواهبهم في بلادهم عاد الباكستاني بابر أحمد, الذي غادر المملكة لإكمال دراسته بأمريكا وهو في سن المراهقة, عاد ليقدم ما لديه من موهبة. في معرض "عبّر عن الشرق" بالخبر بدأ أمس السبت عرض بابر أحمد (33 سنة) 22 لوحة فنية معدنية بأسلوب جديد استخدم فيه المعادن كمواد لتجسيد أعماله من خلال نحتها وتجسيدها فنيا لتكون لوحات فنية تبرز التراث العربي الإسلامي بأسلوب حديث، ووصل سعر إحدى القطع إلى 6 آلاف ريال. بابر أحمد الذي يدرس إدارة الأعمال في جامعة فرانكلين في الولاياتالمتحدةالأمريكية قرر أن يرجع للمملكة ليقدم أفكارا ألحت عليه وهي تحويل المعادن إلى قطع فنية مميزة، وانكب يتمرن عليها ولم يعتق معدنا في سوق قديم للخردوات أو معدنا مميز اللون أو تراثيا إلا واستخدمه ليجد أن لديه موهبة تحويل قطع الخردة تلك إلى قطع فنية ولوحات معبرة. يقول بابر عن لوحة "تغيير النظام" التي جسدها بمعادن الألمنيوم والقصدير والنحاس: "هذه اللوحة تحكي قصة حياتي ولو أهديت شخصا مميزا فسأهديه هذه اللوحة لأن معناها قريب مني". وأضاف أن فكرة هذا الفن تقتضي تطويع المعادن لتكوين لوحة فنية بنحت ودق المعدن ثم غسله ثم تلوينه وغسله بعد ذلك ليتم تطويعه بطريقة تحمل فكرة الفنان، مشيرا إلى أن اللوحة التي تستغرق أسبوعا في حال العمل عليها لساعات طويلة، رغم ما تسببه من مشكلات في أعصاب اليدين إلا أنه يجد هذا مميزا لتقديم المميز حسب تعبيره. وعن الوقت الذي يستهلكه في اللوحة الواحدة قال: إن هناك لوحات تحتاج العمر بأكمله لأنها لا تزال تنادي الفنان وترغمه للتغيير في كل مرة ويمكن أن ينتهي عمر الفنان وهو لم يصل بها إلى المبتغى الذي يطمح إليه. وأوضح بابر أن المعرض يهدف إلى تعريف الناس بنوع الفن الذي يعرضه بأسلوب جديد وليس فقط لغرض البيع, مشيرا إلى أن تسعيرة اللوحات جاءت حسب العمل الشاق الذي استهلكه فيها وحسب المهارة, مشيرا إلى ضعف الإقبال على الفن في الوطن العربي، مرجعا قلة معارضه لصعوبة وجود قاعات للمعارض الفنية في المنطقة.