فيما تعددت أسباب هروب الفتيات من منازلهن ما بين العنف الأسري وقلة المراقبة، والتفكك العائلي، وضعف الوازع الديني وغيرها، كشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة نايف للعلوم الأمنية عن "المسؤولية الجنائية في تحريض الفتيات على الهروب"، أن عمر السعوديات مرتكبات جريمة الهروب يتركز في سن الشباب والفتوة والنضج، مما يعتبر مؤشرا خطيرا، وحذرت الدراسة التي أعدها خالد الدعيلج من ضعف الدراسات المتخصصة في قضايا هروب الفتيات، معتبرا أنه يعوق تحديد حجم المشكلة على أرض الواقع، واستصدار الأنظمة المتعلقة بها. نبهت دراسة عن "المسؤولية الجنائية في تحريض الفتيات على الهروب" أعدها خالد الدعيلج، وصدرت عن جامعة نايف للعلوم الأمنية، إلى ضعف الدراسات المتخصصة في قضايا هروب الفتيات، وهو ما يعوق تحديد حجم المشكلة على أرض الواقع، واستصدار الأنظمة المتعلقة بها. وذكر الباحث أن "قضية هروب الفتيات اختلف فيها المختصون، لأنها موضوع شائك له متعلقات سببية ونتائج وخيمة، لذلك كان لابد من الوقوف على تلك الأسباب قبل الخوض في التجريم والعقوبة". مؤشر خطير أوضح الدعيلج، أن "15,80% من أفراد العينة أعمارهن بين سن 13 إلى 19 عاما، و44,30% منهن أعمارهن بين 19 و30 عاما، وأن 30,30% منهن أعمارهن بين سن 30 وال40 عاما، وأن 9,60% أعمارهن بين 40 و55 عاما، وهو ما يعني أن عمر السعوديات مرتكبات جريمة الهروب يتركز في سن الشباب والفتوة والنضج، وهذا مؤشر خطير". وأضاف أن "الهروب ينتشر بين الفتيات في الوقت الذي يفترض أن يكنّ في قمة عطائهن من جهة، وفي قمة تقبلهن للتأثر والتأثير من جهة أخرى، حيث اتضح أن أكثر دوافع وقوع الفتاة في تلك الجريمة تأثرها بغيرها ممن وقعن في الجريمة قبلها"، مشيرا إلى ارتفاع نسبة العزوبية عند مرتكبات الجريمة، وغالبيتهن أعمارهن من التسع عشرة إلى الثلاثين، وهو سن الزواج. أنواع الهروب حدد الباحث في دراسته أنوع الهروب، وهو "هروب معنوي: وهو الأكثر شيوعا، لطبيعة المجتمع المحافظ، حيث تنعزل الفتاة نفسيا، وتبقى في غرفتها لفترة طويلة لخوفها من أسرتها، وهروب المشاكسة، حيث ترفض الفتاة أي موضوع يطرح لها سواء كان سلبيا أم إيجابيا، رغبة في إثبات الذات، وهروب مادي وفيه تقذف الفتاة بكل المبادئ والفضائل، وتنساق خلف رغباتها". ونبه، إلى "وجود مئات من حالات هروب الفتيات لم يتم تسجيلها بسبب طبيعة المجتمع السعودي، والتي تدفع المتضررات من العنف الأسري إلى إيثار الصمت"، مؤكدا على تداخل المسؤولية الاجتماعية عن الهروب في المجتمع بين المنزل، والمدرسة، والمجتمع.
حماية من الإيذاء قالت المحامية بيان زهران، أن "من أهم أسباب ارتفاع نسبة هروب الفتيات من الناحية الاجتماعية سوء معاملتهن، وعضلهن، لذلك يجب توجيه المجتمع المدني بتسليط الضوء على ما تعانيه الفتاة، وجهلها بالسبل السليمة والوسائل القانونية التي كفلتها لها الدولة في حال تعنيفها أو عضلها". وأوضحت، أن "من حق أي فتاة تتعرض للعنف، سواء كان نفسيا أو جسديا، أو لفظيا اللجوء إلى لجنة الحماية من الإيذاء التابعة للمنطقة التي تعيش فيها، لمحاولة إنهاء مشكلتها، وإن تعذر ذلك يفصل القضاء في القضية". وكشفت، أن "هروب الفتاة من منزل العائلة قد يعرضها لما هو أكثر بشاعة، ومنها التشرد، إضافة إلى عقوبات تعزيزية تصل إلى السجن بمدد متفاوتة، وهناك عقوبات أيضا تطال كل من يؤوي الهاربات من ذويهن، وكذلك رفض بعض الأسر عودة الفتاة الهاربة إلى حضن الأسرة مرة أخرى بعد انتهاء مدة عقوبتها، وهذا يجعلها تعيش طريدة ومهددة".
أسباب هروب الفتيات العنف الأسري وقلة المراقبة التفكك العائلي تعاطي المسكرات وإدمان المخدرات مرحلة المراهقة والصحبة السيئة الطرد المباشر من قبل الأسرة الفقر