لم تجد جماعة التمرد الحوثي، أمام التحذير الجاد الذي وجهه لها المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بدا من إعلان مشاركتها في مفاوضات جنيف2، التي يجري الإعداد لانطلاقها خلال الفترة المقبلة. وأعلن المتحدث باسم الجماعة الانقلابية، محمد عبدالسلام، في بيان رسمي، أن وفد جماعته سيشارك في المفاوضات. مشيرا إلى أنهم في انتظار رد من ولد الشيخ على أسئلة معينة تقدموا بها. وكان ولد الشيخ قد وجه تحذيرا رسميا للانقلابيين من مغبة التسويف ومحاولة اتباع أسلوب المماطلة الذي مارسوه خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى وجود رغبة قوية لدى المجتمع الدولي في إنهاء الحرب في اليمن، مؤكدا أن مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة على أهبة الاستعداد لاتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة ضد الطرف المتسبب في استمرار الأزمة. وأضاف – كما نقله مصدر مسؤول داخل الجماعة إلى "الوطن" – أن الفرصة الحالية تمثل المخرج المناسب لإنهاء الأزمة. تحذير من المراوغة ورغم إعلان التمرد مشاركته في المفاوضات، حذر مراقبون من احتمال عودته إلى أسلوب المراوغة مرة أخرى، ودعوا لممارسة ضغوط عليه لإعلان وفده المشارك على الملأ، والتعهد بأن لا يزيد عدد أفراده على العدد المحدد من الأممالمتحدة. وأشاروا إلى أن الانقلابيين مارسوا أقصى درجات الاستهتار، فكانوا تارة يرفضون المشاركة، وتارة يطالبون بزيادة أعداد وفدهم التفاوضي، الذي وصل في النهاية إلى ثلاثة أضعاف ممثلي الحكومة الشرعية، ولم يقبلوا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، واكتفوا بالبقاء في الفندق. ما أدى في النهاية إلى فشل المفاوضات وانهيارها، دون أن تحقق أي نتيجة إيجابية. ودعوا ولد الشيخ إلى السير في ذات الطريق، والمسارعة إلى تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، في حالة أي تراجع من جانب الحوثيين عن المسار الرسمي، حتى يتم ردعهم ووقفهم. التجاوب مع الضغوط وقال الأستاذ الجامعي، سالم الزايدي إن ولد الشيخ بدأ في سلوك الطريق الصحيح في التعامل مع الانقلابيين، بعد أن تخلى عن أسلوب اللين والمهادنة، وأضاف قائلا "الحوثيون لا يتجاوبون - كما قلنا مرارا وتكرارا – إلا مع أسلوب الضغط والتشدد، فهم جماعة إرهابية قامت على العنف والقتل، ولا تولي سلامة المدنيين أي اهتمام. لذلك فإن التعامل معهم بغير هذا الأسلوب لن يؤدي إلى نتيجة، وسوف يؤدي لإطالة أمد الأزمة. وقد أثبتت التجربة الأخيرة أن التعامل الجاد الرسمي معهم هو الكفيل وحده بوضع حد للأزمة. وعندما ارتفعت نبرة المبعوث الدولي تجاههم، وحذرهم من العواقب التي سوف تترتب على مماطلتهم، سارعوا للإذعان، وقبلوا بمبدأ الجلوس للتفاوض". وأضاف الزايدي "قبل انطلاق المؤتمر السابق الذي عقد في جنيف، وخلال المفاوضات، مارس الحوثيون أقصى درجات السلبية في التعامل مع قضايا البلاد الكبرى، وعملوا جاهدين لإفشال التفاوض، وهو ما نجحوا فيه للأسف".