أشار محللون سياسيون يمنيون إلى أن السبب الرئيسي في التعديل الذي طرأ على زمان ومكان عقد جلسة الحوار بين وفدي الحكومة والتمرد، الذي كان مقررا له أواخر الأسبوع الجاري في جنيف، يعود إلى التجاوزات التي ترتكبها الجماعة المتمردة، وفي مقدمتها المجزرة التي ارتكبتها في مدينة تعز أول من أمس، وراح ضحيتها أكثر من 70 قتيلا وجريحا من المدنيين، غالبيتهم نساء وأطفال. ودعوا المجتمع الدولي إلى ممارسة قدر أكبر من الضغوط على الانقلابيين، الذين تعمدوا إفشال الجهود الأممية لإطلاق الحوار، عبر تكثيف اعتداءاتهم على المدنيين. تواصل الاعتداءات وقال المحلل السياسي علي منصور إن الجريمة التي اقترفها الانقلابيون كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لأنها أتت في وقت كان الجميع يتهيأ فيه لانطلاق جلسات الحوار التي من شأنها أن تساعد في إيجاد مخرج سياسي سلمي للأزمة، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "فيما كان الجميع يمني النفس بأن تكون جلسة الحوار الجديدة أفضل من سابقتها التي تعمد الانقلابيون إفشالها، وقعت المجزرة الجديدة التي لم تكن مصادفة، فقد خطط لها المتمردون، وتعمدوا أن تكون في هذا التوقيت بالذات، لإجهاض المساعي السلمية، وما لم يمارس مجلس الأمن ضغوطا أكبر على طرفي الانقلاب، الحوثي والمخلوع، فلن تنجح تلك الجهود المبذولة". موافقة وقتية وتابع "الحوثيون يلعبون لعبة قذرة، تعتمد على التجاوب العلني مع الجهود الرامية لحل الأزمة، ويبدون استعدادهم للمشاركة في مؤتمرات الحوار، وقبل انطلاقها يتخذون سلسلة من التصرفات الطائشة التي تؤدي إلى إفشال المحاولات السلمية، فقد سارعوا إلى القبول بالجلوس إلى طاولة الحوار، وتظاهروا بعدم الممانعة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وأن ينسحبوا من المدن التي اجتاحوها، ويعيدوا السلاح الذي نهبوه من مخازن الجيش، وقبل أيام قلائل من الموعد الذي حدد لانطلاق الحوار، سارعوا إلى الاعتداء على المدنيين، وقتلوا وجرحوا العشرات، دون ذنب، بهدف تلغيم الأجواء لتفجير الوضع من جديد وإعادة الأمور إلى نقطة البداية، فهم لا يلقون بالا لمعاناة المدنيين، ولا يكترثون لها، ويهمهم فقط مواصلة تصرفاتهم العبثية". زيادة الضغط العسكري بدوره، قال الناشط السياسي في صنعاء، نجيب حسين إن السبيل الوحيد لإرغام المتمردين على الجلوس لطاولة الحل السياسي هو تكثيف العمليات العسكرية عليهم، ومحاصرتهم، وعدم إعطائهم فرصة للمناورة، مشيرا إلى أن أسلوب الضغط هو الوحيد الذي يتجاوب مع طرفي الانقلاب، وقال ل"الوطن" "حسنا فعل التحالف العربي بقيادة المملكة، حينما أعلن أن انطلاق الحوار لا يعني بالضرورة وقف العمليات العسكرية، وأن المجهود الحربي لن يتوقف إلا بعد بدء التنفيذ الفعلي لما يتم الاتفاق عليه. وبهذا لن يجد الحوثي والمخلوع أمامهما من حل سوى الخضوع لإرادة المجتمع الدولي، والتسليم بالشرعية، ووقف العمليات العسكرية". وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أعلن تجميد المفاوضات اليمنية، بسبب "تفاوت مواقف الأطراف المعنية بالأزمة". وأضاف في تقرير قدمه أمام مجلس الأمن الدولي أن "العمل جار لتحديد مكان وزمان المحادثات الخاصة باليمن".