لا يمكن قراءة مشاركة المملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين، دون المرور على 3 عوامل أساسية هي قدرتها على قيادة التكتلات، قوتها الاقتصادية، رؤيتها العادلة للقضايا السياسية والاقتصادية، حيث جعلت هذه العوامل من المملكة محط أنظار الدول المشاركة، ومن أبرزها فاعلية في وضع التوصيات واتخاذ القرارات. وفي الوقت الذي استطاعت فيه المملكة قيادة تكتلات سياسية قوية نظرا لمكانتها بين الدول الإسلامية وكذلك العربية، إلى جانب موقعها الاستراتيجي وسياستها المعتدلة حيال جميع القضايا العالمية، فإن دورها الاقتصادي الذي أكد حرصها على استقرار الأسواق العالمية خصوصا فيما يتعلق بالطاقة، وما حققته من نمو وتطور على المستوى المحلي والإقليمي وكذلك العالمي، أمر يعد مؤثرا إيجابيا على قوة تأثيرها في القرارات الاقتصادية العالمية. قوة اقتصادية أكد عدد من المحللين الاقتصاديين أن المملكة قوة اقتصادية مؤثرة تحظى باحترام العالم وذلك لما تتمتع به من قيادة سياسية واعية، بالإضافة إلى امتلاكها للعديد من الاقتصاديات المتنوعة، حيث قال المستشار الاقتصادي الدكتور بندر العبدالكريم إن المملكة تضطلع بدور مهم في قيادة التكتلات عالميا في جميع المجالات بدءا من العالم الإسلامي والعربي والخليجي، إضافة إلى قيادة التجمعات الاقتصادية باتزان مثل دورها الرئيس في منظمة أوبك، وفي قمة العشرين، مبينا أن المملكة أسهمت في خلق مزيد من الاستقرار سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. وأضاف أن المملكة تشارك في قمة العشرين وتتطلع أن يكون للقمة نتائج كبيرة، لافتا إلى أن الدول اتجهت للتكتلات في زمن لا تستطيع أي دولة أن تعيش بمفردها، ناهيك عن الدول الكبرى التي تبحث عن تعزيز وجودها وقوتها من خلال عمل التكتلات. تحقيق النمو أكد الدكتور بندر العبدالكريم على أن المملكة استطاعت تحقيق جميع التزاماتها الدولية، خصوصا التزاماتها مع دول مجموعة العشرين، إلا أنه قال إنها ما زالت في البداية وتعتبر من الدول الناشئة، واستطاعت أن تحقق قفزات تنموية في أوقات زمنية قصيرة مقارنة بالدول الأخرى، مشيرا إلى أن المملكة تحتاج للمزيد من الوقت. وعن انخفاض نسبة مشاركة الشباب في القوى العاملة، والتي تعد من المعدلات الأقل بين دول المجموعة، قال الدكتور بندر العبدالكريم إن المملكة عملت منذ سنوات على إعادة ترتيبات حقيقية لبرامج التوظيف إضافة إلى تنظيم سوق العمل، لافتا إلى أنها تسير بخطوات ثابتة وسترفع من نسبة التوظيف في القريب العاجل، معتبرا أن المملكة من الدول الشابة في نسبة أعمار المواطنين. رؤية عادلة أما أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتور فاروق صالح الخطيب، فقال إن للمملكة دورا كبيرا وبارزا في إنجاح قمة ال20، نظرا لرؤيتها العادلة بشأن ضرورة استفادة جميع الدول المشاركة في القمة، خاصة فيما يتعلق بتفادي الأضرار المتوقعة أن تحدث في بعض من هذه الدول. وأشار الخطيب إلى أن المملكة ستسهم في إيجاد آليات لتحقيق العدالة في النمو الاقتصادي واستفادة الدول المجتمعة حتى تحقق نموا اقتصاديا يتناسب مع طموحاتها في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي بالمنطقة. دعم الشباب أشار الدكتور الخطيب إلى عوامل سلبية تسيطر على سوق العمل في المملكة، لذلك يتمسك الشباب الخريجون بحصولهم على مرتبات عالية في وظائف قيادية قد تحتاج إلى تدريبهم، ولذلك فهم يضعون أنفسهم خارج سوق العمل ويسمحون للقطاع الخاص بأن يستقطب الأجانب للعمل مكانهم، وبذلك ترتفع نسبة البطالة، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود لتعليم وتدريب الشباب على ثقافة العمل التي تساعدهم على الإقبال على العمل والخروج من منعطف البطالة الذي طال تقوقعهم فيه.