في الوقت الذي شرعت لجنة مشكّلة من جميع الجهات المعنية بدفن وإزالة الآبار الملوثة في محافظة هروب بجازان، بعد أن أثبتت التحاليل المخبرية تلوثها وعدم صلاحياتها للاستهلاك الآدمي، لم يعد أمام سكان المحافظة سوى خيارين للحصول على شربة الماء: إما الحصول عليه من مجاري الأودية، أو شراء صهاريج المياه من محافظة صبيا بأسعار مرتفعة وصلت أمس إلى 600 ريال للصهريج في حال توافره. إزالة الملوثة أوضح المتحدث الإعلامي لمحافظة هروب محمد الجعفري ل"الوطن" أمس، أنه تم تشكيل لجنة لحصر آبار المياه الملوثة في وادي هروب، والتي أثبتت التحاليل المخبرية التي أجراها مركز صحي وبلدية المحافظة تلوثها البيئي وعدم صلاحية مياه الشرب في هذه الآبار للاستهلاك الآدمي، ثم إزالتها، وذلك تحت إشراف هذه اللجنة. وأكد الجعفري أنه تم الشروع في إزالة إحدى الآبار الملوثة أمس، مضيفا أنه سيتم إعادة التحاليل المخبرية لبعض تلك الآبار، من أجل التأكد من خلوها من أي تلوث، وذلك نتيجة الشح الشديد في مصادر المياه بمحافظة هروب. إيجاد الحلول بدوره، طالب مفرح الصهلولي المديريةَ العامة للمياه في جازان، بإيجاد الحلول وتسريع مشاريع المياه المحلاة لمحافظة هروب ومراكزها، مبينا أن أهالي المحافظة فقدوا الآبار بعد دفنها، وعدم توافر مصدر بديل للمياه، ما اضطرهم إلى جلب الماء من الأودية عبر أنابيب بلاستيكية لاستعماله للغسيل وسقي المواشي. ارتفاع الأسعار "الوطن" خلال جولتها في المحافظة، رصدت شروع عدد كبير من السكان في مد أنابيب ومضخات في مجاري الأودية للحصول على الماء، والتقت بعدد من السكان الذين أبدوا استياءهم من ارتفاع صهاريج المياه في ظل شح الموارد، وفي السياق تذمر المواطن علي يحيى هروبي من استغلال ضعفاء النفوس -على حد تعبيره- رفع أسعار الصهاريج الصغيرة "حمولة 5 أطنان" إلى 300 ريال، في ظل شح المياه الصالحة للشرب. وقال حسن موسى العزي، إن المعاناة تزداد سوءا في ظل انعدام المياه الصالحة للشرب، مضيفا أن قرى الضيعة والوتد والسهوه والشعراء والسرمين والبرده تعتمد على مياه وادي الرزان الملوثة، والذي تكافحه فرق الرش في محافظة هروب بالمبيدات.